شهدت محافظة الرس خلال ثلاثة أسابيع مضت أنموذجين مشرفين من العمل الخيري الإنساني، برسم الوفاء وترسيخ مفهوم رد الجميل.
أسرة العنيزان ممثلة بالمهندس صالح بن محمد العنيزان وإخوانه الأفاضل، كانت لهم مبادرة رائعة أصبحت محور حديث أهل الرس بصفة خاصة والقصيم عامة، بعد وفاة والديهم -رحمهما الله- سارعا في تخليد ذكراهما من خلال الشروع في عمل إنساني مستدام،، فقررت هذه الأسرة الكريمة تكريم الوالد والوالدة بعد انتقالهما للدار الآخرة بعمل مميز يُستفاد منه لصالح المحتاجين والمحتاجات غير القادرين ماديًا على الحصول على خدمات في العلاج الطبيعي، وكذلك العلاج الحسي، في موقع ممتاز بالرس، حيث تتواجد (قاعتان) قامتان، شامختان بقدر قامة وشموخ المغفور له -بإذن الله- المعلم المربي الفاضل محمد بن علي العنيزان، المعروف بما قدمه للرس وأهلها في مجال التربية والتعليم، تبرز هناك قاعة الشيخ أبي علي -رحم الله الوالد والابن- المخصصة للعلاج الطبيعي وبالمجان كصدقة جارية له، وبجوار تلك القاعة خصصت قاعة أخرى متكاملة من جميع المتطلبات لتقديم العلاج الحسي لكل من يحتاج له وبوجود أخصائيين مؤهلين، وتحمل اسم الوالدة رقية بنت صالح الخليفة -رحمها الله. هذا العمل الإنساني الجميل المقدم من أبناء أسرة العنيزان كهدية لمركز جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بمحافظة الرس، يجسد مبدأ التكافل الاجتماعي، ويحكي قصة رد الجميل والوفاء وبر الوالدين أحياء كانوا أم أمواتًا.
هدية المديان
وهناك هدية ثمينة وغالية أيضًا، فها هو الشيخ فهد بن عبد الله المديان، الذي غادر مسقط رأسه مبكرًا، شده الحنين لها، وأراد أن يضع بصمة خالدة من باب تقديم صدقة جارية باسم ابن عمه فهد بن محمد المديان الذي انتقل إلى رحمة الله الشهر المنصرم، فكان تبرعه السخي للرس مختلفًا هذه المرة وبعيدًا عن المشروعات التطوعية التقليدية، بعد أن عرف بمعاناة مرضى العيون جراء عدم توفر أجهزة طبية متكاملة واضطرار المريض للسفر إلى الرياض، قال ابن مديان كلمته: أنا موجود، لذا سارع بالتبرع بمبلغ مليون ريال لمشفى الرس العام لتأمين الأجهزة الحديثة المتقدمة في مجال طب العيون.
هنيئًا لمحافظة الرس برجالاتها الخيرين الأوفياء الذين يقدمون الغالي والرخيص بسماحة صدر وطيب خاطر، ينشدون بتلك الأعمال الخيرية الأجر والثواب من رب البلاد والعباد، شكرًا، شكرًا، شكرًا من القلب بعدد أمتار المسافة بين الرياض والرس لأسرتي العنيزان والمديان، و(افرحي يارس،) و،،، سامحونا.