في وسط زحام الحياة وضياع المعتقدات الإيجابية ووسط الأوهام التي يصدقها الكثير ويعمل بها معظم الناس، تجد أنك ضائع في متاهات من الأفكار والآراء التي لا تنسجم مع رقي الإنسان الذي أراده الله له وفي الحديث الشريف، يقول النبي عليه الصلاة والسلام (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها).
مما يحتم على المرء أن يسعى جاهدًا لأن يكون في معالي الأمور في كل شؤونه، أخلاقه، أفكاره، أفعاله. من الخطأ أن يكون الإنسان صغيرًا بحجم صغر التفاهات التي قد يعتنقها فتكبله عن أن يكون عظيمًا، فعندما يكبر الإنسان في قيمه وأفكاره وأخلاقه تختلف عنده المبادئ والقيم ويختلف تصرفه ورأيه تجاه مختلف الأمور فيغدو ذا رأي سديد وعمل رشيد يؤيد عظمته التي استقاها من كبره في فكره وتصرفه، عندما يكبر الإنسان تصغر عنده التوافه فلا يهتم إلا بما يجعل منه إنسانًا محترمًا وسط مجتمعه، عندما يكبر يكون تصرفه ناضجًا واعيًا وإلى مصلحته ومصلحة غيره مؤديًا، عندما يكبر الإنسان يحسن لفظه ومشاعره، ويصبح حسنًا في تعاملاته فلا يؤذي ولا يجرح بل يساعد غيره ويسعى لإنصاف مجتمعه وتأدية مهماته التي عليه على أكمل وجه وأحسن صورة لأنه كبير، عندما يكبر الإنسان تصبح روحه معلقة بخالقها لأنه يستحيل أن يكون عظيمًا دونما أن يكون عبد الله، عندما يكبر الإنسان تكبر لديه المفاهيم والمعتقدات فيعتنق كل معتقد جميل من الإحسان والعطاء والبذل والشعور بالتعاطف والرحمة، عندما يكبر الإنسان تكبر عواطفه فيحب ولا يكره يسعى لإكمال ما ينقص غيره بدل التكبر، يفكر بالآخرين وليس في نفسه وهنا يكمن كمال الإنسان ويبلغ مجده بهذه التصرفات الجمالية التي يكبر معها الإنسان ويبدو ويغدو أجمل وأنقى وأكبر.
فما أجمل أن نكبر بعواطفنا وأخلاقنا وأفعالنا ونصبح كبيرين في مجتمعاتنا بدل التيه والتخبط الذي يعيشه الكثير، وما أسمى أن نكون عظماء بقيمنا ومبادئنا وأفكارنا التي تنسجم مع روح ديننا الحنيف ومع سلوكنا المستقيم.