سليمان الجعيلان
يذكر التاريخ أن فريقَي الهلال والنصر تنافسا في أربع بطولات خارجية، جميعها حققها الهلال، ثلاث منها بطولات عربية، وواحدة آسيوية، وهي البطولة التي حققها الهلال عام (2019) عندما وصل الفريقان للدور ربع النهائي في البطولة الآسيوية، وكان من المنتظر أن يتواجها في الدور نصف النهائي، ولكن النصر خيب التوقعات، وخرج من البطولة على يد السد القطري، أما الهلال فقد واصل الانتصارات نحو اللقب القاري، وحقق البطولة الآسيوية السابعة!!.. ويتحدث التاريخ أن الهلال تأهل لبطولة أندية العالم مرتين بعد أن قدم مباريات قوية ونتائج رائعة في الملاعب عامَي (2001 و2019)، وتوّجها الهلال بحصوله على رابع أندية العالم في النسخة قبل الماضية، أما النصر فقد شارك بالنسخة الأولى عام (2000) بعد جهود جبارة في مكاتب الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد نجح النصر فيها بالحصول على شهادة المشاركة وجائزة اللعب النظيف!!.. ويروي التاريخ أنه بعد أن ضمن فريقا الهلال والنصر وصول أحدهما إلى المباراة في البطولة الآسيوية أن الهلال متمرس في الأدوار الإقصائية والمباريات النهائية؛ إذ إن الهلال سبق أن تواجد في نهائي دوري أبطال آسيا (7) مرات قبل هذه النسخة وقد توج بطلاً في ثلاث نسخ بعكس النصر الذي تواجد في النهائي لمرة واحدة، ولكن فشل في تحقيق اللقب القاري على الرغم من استضافة فريق النصر ذلك النهائي الوحيد!!.. وبمناسبة النهائي الوحيد سيكتب التاريخ أن فريق النصر هو المستفيد الوحيد من اقترابه واقتران اسمه بالهلال جغرافيًّا وإعلاميًّا، وهذه حقيقة تاريخية يدركها ويعيها أكثر النصراويين وكل الرياضيين؛ لأن من يشاهد المشهد الرياضي وهو غير مطلع على تفاصيله سيعتقد أن هناك قرابة وتقاربًا بين الهلال والنصر في عدد الانتصارات وكثرة البطولات، أما الواقع فهناك فارق وفوارق كبيرة وكثيرة بين الهلال والنصر على الأصعدة كافة وكل المستويات. وكما قلت هذه حقيقة يفترض ألا تزعج ولا «تزعل» كل عقلاني ومنصف!!..
وعلى كل حال، يترقب الوسط الرياضي المحلي والآسيوي مباراة نصف النهائي التي ستجمع بين الهلال والنصر غداً الثلاثاء، الذي كان وصول الفريقان إليه بطريقة مختلفة، بل تستطيع أن تقول عنها إنها متناقضة؛ فالهلال الذي كان طريقه صعبًا قبل مواجهة النصر إذ استطاع أن يتغلب على فريق قوي ومتمرس ويتخطى ظروف الإصابات وكثرة الغيابات، بينما النصر الذي سوف يلاقي الهلال استفاد من كل الظروف التي كانت تسير لصالحه وتقف معه؛ لذلك أعتقد أن النصر ولاعبيه سيدخلون هذه المباراة تحت ضغط رهيب لإثبات أولاً أن وصولهم لهذه المرحلة لم يكن بسبب عدم مواجهة أندية كبيرة وقوية كما يتردد، وثانيًا للوصول للمباراة النهائية التي ستكون على أرضه للمرة الثانية، لعل وعسى يكسر عقد البطولة الآسيوية، ويحقق لقبها للمرة الأولى في تاريخه، وهو اللقب نفسه الذي حققه الهلال عام (1991)، وهذا ما يؤكد أنه إن كان الهلال والنصر يجمعها الجغرافيا فإن التاريخ يفرقهما!!