يوسف بن محمد العتيق
البحث في الأوراق القديمة، واستخراج مادة جديدة منها موهبة لا يستطيعها كل أحد، وربما يتمنى الكثير من أن يطور القديم ليقدمه للجيل الجديد، لكنه لا يتمكّن من ذلك لأن تقديم بضاعة سوق قديم، قد لا تكون مقبولة في الأسواق الحديثة. أقول هذا الكلام وبين يدي عمل رائع قامت به الدكتورة إيمان ابنة الدبلوماسي والشاعر والمثقف محمد الفهد العيسى - رحمة الله، تحت عنوان «محمد الفهد العيسى... لزمن لم يغب» وهو كتاب كبير بمقاييس عشاق القراءة اليوم، إذ إن عدد صفحاته قارب الأربعمائة صفحة، وتقوم فكرة الكتاب على توثيق الدكتورة إيمان للكثير من أعمال ومشروعات والدها الإعلامية والفنية والتي سبق أن قدّمها في وقت سابق، وبعضها نشر أو أذيع، وبعضها ربما أنه يرى النور للمرة الأولى عبر كتابها هذا.
أبدعت الدكتور إيمان في عملها، وقبل ذلك أبدعت في برها بالاهتمام بتراث والدها.
مثل هذا العمل يخدم الكثير من الباحثين اليوم في التراث الأدبي والفني لمحمد الفهد العيسى، وشخصيات أدبية وثقافية عاصرت العيسى وعملت معه.
في هذا الكتاب موضوعات دينية ووطنية وثقافية واجتماعية، ومن الطبيعي أن يكون الأدب والشعر الحاضر الأبرز عند العيسى، وفي كتاب ابنته.
ولم تنس إيمان الدور المهم للوثيقة في خدمة هذا الكتاب، فزوَّدت كتابها بمجموعة من الوثائق التي تخدم مضمون الكتاب وتقوّي طرحه وأفكاره.
ليس بمقدوري هنا أن أحيط بجوانب هذا الكتاب المميز، فهو يستحق اقتناء وقراءة وتأملا.
أخيراً: زاد من جمال الكتاب، المقدمة المميزة لزميلنا وأستاذنا (أبو يزن) الدكتور إبراهيم التركي.