سهوب بغدادي
فيما ترتكز رؤية المملكة 2030 على عدد من المحاور التي تسعى إلى تحقيقها، كبناء وطن طموح، والتأسيس لاقتصاد مزدهر، وتعزيز العوامل التي تساعد في جعل مجتمعنا مجتمعاً حيوياً ومميزاً على الأصعدة كافة، وذلك عبر تمكين الطاقات البشرية، واستثمار العقول والثروات الإنسانية، وتفعيل دور السواعد الشبابية ذات الكفاءة لتكون الأساس الذي يقوم به الوطن.
ولتحقيق ذلك، فقد أقرَّت الحكومة الرشيدة عدداً من البرامج والمبادرات التي ستسهم في إشراك الشباب في عملية النهضة، ومسيرة النمو، وعمارة الوطن؛ حيث فرضت الدولة على الشركات والمؤسسات أن يكون نسبة كبيرة من موظفيها هم من شباب هذا الوطن الطموح، وأن يتم تقليل نسبة استقطاب العمالة الأجنبية، والعمل على تدريب وتأهيل الكفاءات والطاقات التي تتمتع بها المملكة، مما سيسهم في خلق فرص عمل وفيرة، وخفض معدلات البطالة بين أوساط الشباب، ومساعدة الكفاءات الوطنية على التطور والتقدم، وإتاحة الفرص لهم لتحقيق الازدهار، والسعي نحو تحقيق تنمية مستدامة. من هذا النسق، تبرز أهمية التوطين ويخرج عن كونه مبادرة إلى ضرورة وأساس يبنى عليه قواعد لازمة اقتصاد صلب. إن من أهم المجالات التي يجب توطينها تلك التي خارج الوطن في الملحقيات الثقافية، فكم رسم مشرف دراسي أو إداري معاناة ممتدة لأسابيع أو أشهر أو أكثر في أحيان عدة. فإن كنت مبتعثًا فأنت تعي ما أقول بالتأكيد، عن توظيف المواطن في الملحقة الثقافية السعودية حل جميل وفي غاية الأهمية باعتبار معرفة عمق مشاكل المبتعث السعودي واحتياجاته، وتزامن المعايير الإنسانية والثقافية والدينية بين الموظف والمبتعث وتقاربها، فضلًا عن كون إطلاق برامج تدريب أو تعاون خاصة لما بعد التخرج لمدة عام OPT وقد يحصل الخريج على عقد وظيفي ليعمل في تلك البلد. فعلًا إن قرارات التوطين التي شهدها المجتمع فعالة وجميلة وساهمت في تقليل نسب البطالة بشكل كبير، إلا أن الهدف يجب أن يكون من قمة الهرم لا العكس، باعتبار أن المجتمع يتكون من شباب طموح أغلبه من خريجي برامج الابتعاث الخارجي، هم شباب مطلعون ومتنورون يستطيعون المنافسة في الأوساط العالمية، فالأجدر أن نخلق لهم الفرص بشكل أكبر.