أ.د.عثمان بن صالح العامر
لاشك أن فيروس كوفيد 19 وما تولد عنه بلاء ظاهر ومصيبة بينة، فقدنا من جرائه أعزاء، ورحل عن دنيانا بسببه أحباء، ورغم ذلك فإن في رحم الشر خيراً، إذ لهذه الجائحة العالمية منافع ومكتسبات محلية حقها المحافظة عليها والعمل بها حتى بعد انجلاء الغمة وذهاب الداء، ولعل من أهم هذه المكتسبات الحاضرة في ذهني لحظة كتابة المقال:
- إدراك حقيقة قدرة الله وإرادته ومشيئته، فالأمر كله له، والكون بأسره تحت قويميته، ونحن في ملكوته الذي هو خالقه ومالكه وما زال بيده.
- ترسخ طاعة ولي الأمر وتعززها والانقياد التام لما يصدر من أوامر وتحذيرات من الجهات ذات الاختصاص، وعدم الالتفات إلى الأراجيف والتخرصات، مما يعكس الثقة المطلقة بحكمة وحنكة قيادتنا المباركة، وحرصها الشديد على المواطن والمقيم على أرض بلادنا الطاهرة.
- معرفة ملمح من ملامح يسر الإسلام ورحمته بعباده، وعدم الحاق المشقة بهم والتخفيف عليهم حال الضرورة التي يقدرها علماء الشريعة بقدرها.
- تقييم إمكانياتنا الطبية وممتلكاتنا الصحية بشرية كانت أو مادية، مقارنة بغيرنا.
- التوثق من اعزاز الإنسان وتكريمه في هذه البلاد (ديانة وإنسانية وعروبة ووطنية)، مقارنة بدول عظمى تردد ليل نهار وترفع شعار (حقوق الإنسان)، وحين كان البلاء غابت الحقوق وسكت الضمير، ولم يجد الكثير المال الذي به يحصلون على اللقاح، في الوقت الذي يعطى في بلادنا مجاناً للجميع دون أدنى تفريق بين المواطن والمقيم والزائر بل حتى المخالف لنظام الإقامة.
- البقاء في البيت أطول فترة ممكنة، وما ترتب على ذلك من قرب للأولاد وتعرف على شخصياتهم عن كثب ومتابعة لأحوالهم أولاً بأول طوال فترة الكورونا.
- التوظيف الأمثل للتقنية والاستفادة منها رسمياً وعلى المستوى الشخصي كذلك.
- جعل مناسبات الأفراح عائلية وخفض تكاليف الزواج.
- الاكتفاء بالسلام من بعيد وعدم التقبيل إلا في أضيق الحدود.
- الاعتناء بالصحة والحرص على الوقاية في مرحلة العلاج، واكتساب ثقافة جديدة في التعاطي مع الفيروسات المعدية، والحمد لله أولاً وآخراً على زوال الغمة ورفع البلاء، وإلى لقاء والسلام.