عطية محمد عطية عقيلان
كان هناك تفنن في السابق في كثرة وعمل «المطبات الصناعية» وتسابق على جعله رادعاً لكل مركبة تمر من فوقه بالضرر الجسيم، والذي يتراوح بين ترويع من بداخل السيارة أو ضرر جزئي على بعض قطع السيارة وكسر أجزاء منها، ونهاية إلى من يسبب انقلاب أو انحراف المركبات، وكان هناك أحيانا اجتهاد فردي لوضع مطبات أمام البيوت حتى يتجنب السائقون المرور من ذاك الشارع، ومع الأيام تم تقنين المطبات الصناعية لتقوم بالدور المطلوب منها وهو حماية الأرواح والحفاظ على المركبات وتحقيق السلامة المروية، لذا نشاهد اليوم أنواعاً مختلفة منها في الشوارع تتسم بالسلاسة والانسيابية والأمان على المركبة ومن فيها وتحقق التنبيه المطلوب من وجودها، كذلك في حياتنا نعايش ونعاشر أشخاصاً يشبهون ويتشابهون مع ما مر بنا من مطبات صناعية مع مركباتنا.
فهناك المحب الذي ينتقدك ويوجهك بسلاسة من خلال التنبيه بعبارات لطيفة ويقدم حلولاً ويبحث عن مخرج للمشاكل التي تواجهك حفاظاً على صحتك ومالك، وهذا يذكرك بالمطب الصناعي المصنوع من الربل الذي يلفت الانتباه بطريقة سلسة دون أذية للأشخاص ويحافظ على المركبة من الضرر ويؤدي مهمته من أجل سلامة الجميع، ويهدف إلى تنبيه الناس وليس ضررهم بل يكون هناك لوحات إرشادية وعلامات لكي تنبه من وجوده.
وهناك المنتقد دومًا والذي يبحث عن الثغرات ويتفنن في تصيد الأخطاء وإلقاء اللوم ولا يقدم أي مساعدة أو حل، هذا يذكرك بالمطب الصناعي الذي يظهر فجأة دون إرشادات مسبقة أو لوحات تحذيرية المؤذي على المركبة ومن فيها وعلى سلامة الطريق ويحتاج أن تنتبه له وتخفف سرعتك إلى أقصى درجة، بل يضطرك أن تتجنب المرور في هذا الشارع، لأن عدم الانتباه وتخفيف السرعة سيؤدي إلى ضرر على المركبة والركاب ويسبب خسائر جسيمة.
لذا عزيزي القارئ لنطور من المواصفات في المطبات البشرية المحيطة بنا، ونحدثها ونتجنب تأثيرها علينا ونمارس أقصى درجات الابتعاد عن الضار بالقول والفعل والمتعب منها، بل ونتجنب المرور حولها، ولنحرص على البحث عن الأصدقاء والزملاء الذين يحيطوننا بمطبات تنبيهية خفيفة بطرح المحب والتي تهدف إلى تنبيهنا للحفاظ على صحتنا ومالنا وأخلاقنا وعائلاتنا، ولنأخذ العدوى الحميدة منهم بصنع مطبات من الربل الخفيف عند الرغبة في تنبيه من حولنا حتى ولو كنا على حق، ولتكن كلماتنا رشيقة بعيداً عن رشق الحجارة، ولنتعلم من تجاربنا، وهناك مقولة للفيلسوف الأمريكي أندرو كارنيغي «كلما زاد عمري، قل اهتمامي بما يقوله الناس، وأكتفي بمشاهدة ما يفعلونه»، لذا اهتم بأفعالك كاهتمامك بأقوالك لأنها هي المعيار الحقيقي لقناعاتك وأقوالك، ولا تغتر بتلون وتغير الناس، بل اهتم بإصلاح نفسك بالأقوال والأعمال ولتكن خبراتك وسنينك دوما تترجم إلى الأفضل وليس العكس، يقول د.مصطفى محمود «الناس يغيرون وجوههم كل يوم، فلا تبحث عن قيمتك في وجه الناس».