د. خيرية السقاف
هذا الزخم المفعم بالحيوية الذي تبشّرنا به وسائل الإعلام كل فجر
تشرق به شموس واقعنا..
تمتد به مزارع طموحنا..
تزهر به بساتين آمالنا..
فحيث يكون حلم محلقةٌ أجنحته في مساحات غيبية من مخيلاتنا
نستيقظ وقد حطت أجنحته على كفوف واقعنا..
تلامس تربة أرضنا, تعيدنا إلى خارطة بدء رغباتنا
أن ليت وليت..
ونحن في كل فجر محظوظون أن نكون في هذه المرحلة شهوداً مؤتمنين
لنقول الصدق عن حقيقة هذا الواقع المزهر, المثمر..
هذا الواقع الذي فيه كل سعة في جسد الوطن..
وأي مدى في مساحات اتجاهاته كانت في مخيلات أبنائه آمالاً بعيدة,
وأمنيات مستحيلة, ورغبات مجنونة قد مثُلت بيننا ملموسة, منظورة, محسوسة..
على مرأى من مد الأبصار, وعند تماس الواقع بالإحساس..
هذا الواقع الناهض المتدفق, المثمر, المنتِج, المحفز, المتطهِّر قد عُمِّر بالثقة,
وضُخت مقدراته لتقف دعاماته شامخة في منافها..
هذا واقع اليوم صحةً, وتعليماً, وصناعةً, وطاقة,
ومهارات, واستثماراً, وعدةً, وعتادا..
قوةً بشرية, ومقدراتٍ تحت الأرض, وفوقها..
إنساناً يجد متنفساً لطموحه, ومنافذَ لطاقته, وأرضاً خصبةً لمواهبه..
على أصعدة العمل, والمال, والعمل,
والتدريب, والمنافسة, والثقة, والتجريب الفردية, والجماعية..
كل هذا التجدد, والتمدد, والتأهيل, والبناء, والتطوير,
والاستحداث, والابتكار, والفجاءات المذهلة في التطهير والتطوير
تشرق عنه الشمس صباحاً, ولا تغفو عنه العيون ليلاً...
فالمقاصد تتكتل لتتنوّع مصادر القوة, والعلو, والفلاح,
والاعتزاز بهوية مميزة, وانتماء عميق..
هذا الواقع يتنفس عنه كل فجر..
والسعودية وطننا خير الأوطان تحت
راية «لا إله إلا الله», وشهادة أن «محمداً رسول الله»
مطمئة عاملة, لا تتوانى عن مكسب, ولا تفرط في مقدرات..
ومآذن المساجد في أنحائها, وفي المسجدين العظيمين
تعلو بهما رسالتها في قوة, وثقة, وأمن..
فسلام لهذا الوطن في وثبته الناهضة, وإشراقاته المضيئة, وتأريخه العظيم..
سلام يعمه الله به من كل جهة آمنا من «عين الحسود», محفوظاً «من شر ما خلق»..