عبدالعزيز بن سعود المتعب
يُصر البعض على حضور شعراء بعينهم في الصفحة بحكم إعجابهم بهم وهذا حقهم علينا وهو ما فعلناه بتوازن مدروس بدقة إرضاء للقارئ الكريم ولكن في المقابل وبكل شفافية هناك شعراء لم يعد في جعبتهم جديد من الشعر لأسبابهم الشخصية فمنهم من توقف عن الظهور بعد فترة انتشار.. ومنهم من اختزل تجربته في ديوان شعر وقصائد منشورة وتعاونات فنية في حقبةٍ -ما- وانتهى إلى ذلك ومنهم من يكرر نفسه في القصيدة ولَم يطور نفسه في مخزون لغوي من خلال قراءات متنوعة واطلاع على تجارب من سبقوه وبالتالي أفضى كل ذلك لأن تكون قصيدته في مجملها وزن وقافية..! لا تداعيات ولا أخيلة ولا رموز ولا صور.. لذا فإن إرضاء معجب بشاعر بعينه يجب أن يستند بشكل موضوعي لما يقنع الجميع بتكرار حضوره قبل عتب يَرِد في غير محله هو حجة على صاحبه وليس له.
وتفعيلاً لمقولة -وبضدها تتميز الأشياء- الشعراء المميزون حضورهم التراكمي يزداد ألقاً فكل قصيدة مختلفة تماماً عن سابقتها في محتواها الجميل ثم أن علاقتهم في القصيدة حب لا ينتهي وتواصل لا ينقطع منذ بداياتهم إلى يومنا هذا مثل الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر عبدالله بن عون وغيرهم وهم لم يملّوا من الشعر -لسبب رئيسي- وهو أن الشعر لم يمل منهم كغيرهم.
وقفة: من قصائدي القديمة:
نور القمر والشمس يطري بك عَلَي
والورد عطري منك به لفح.. العبير
يفداك من بالبعد ماعنّك سلي
لو هو بكيفه وين ما تمضي يسير
ياماليٍ في كل شيء عيني مَلِي
طبوع وزينٍ نادرٍ ماله نظير
متى على الله هالمفارق ينجلي
ولو مالمحتك يا عساك بكل خير
كتبك ربي لغيري ماقسمك لي
وجعلني لو مالي أمل بك لك أسير