عبد العزيز الهدلق
لن تكون مباراة اليوم عادية بين الهلال والنصر، ولا تدخل تحت أي نطاق تنافسي معتاد. فهي لأول مرة تحدث على هذا المستوى في تاريخ الفريقين، وربما لن تحدث مستقبلاً. لذلك فكلا الطرفين متخوف من نتيجتها، لأن مآلات الخسارة لأي طرف ستكون وخيمة وفادحة. وربما تمتد آثارها السلبية طويلاً. ولم يكن أحد من الطرفين يتمنى هذه المقابلة في هذه المسابقة وفي مثل هذه المرحلة. فوقع الخسارة لن يكون حجمه الكارثي على الخاسر بحجم مكاسب الفريق الفائز الذي سينتقل للمباراة النهائية وربما يفوز أو لا يفوز، وإن خسر النهائي فلن تكون خسارته بحجم الخسارة التي تلقاها الغريم في نصف النهائي.
وإذا ما أردنا تقييم حالة الفريقين فنياً فسنجد تفوقاً هلالياً واضحاً. لعدة أمور أولها الاستقرار الفني في حين مدرب النصر جديد ولا يزال يتعرّف على فريقه ولاعبيه، كما أن الفريق الهلالي متوازن في جميع خطوطه، أما النصر فيعاني من ضعف في مناطقه الخلفية المتمثلة في خط الدفاع وحراسة المرمى، أما خطا الوسط والهجوم فكفتا الفريقين متعادلتان.
ولا يمكن الجزم بفوز فريق على آخر وفق أي معطيات. فكرة القدم تحسم داخل الملعب، وفق عطاء وجهد الفريقين، وكذلك التوفيق وقدرة كل طرف على انتهاز الفرص التي ستتوفر له والتي لن تكون كثيرة. فالفرص التي تضيع لن تتكرر، وهذا ما يجب أن يتنبه له مهاجمو الفريقين.
ملعب الجامعة
حتى الآن ليس واضحاً سبب إقامة المباراة على ملعب جامعة الملك سعود، فليس هناك قرعة أجريت، وليس هناك برتوكول عمل بِه. فمن الناحية التنظيمية والجماهيرية والإعلامية كان إقامتها في إستاد الملك فهد الدولي أوجه. للإمكانيات التي يتمتع بها الإستاد، وحجم السعة للمدرجات التي تستوعب ثلاثة أضعاف سعة ملعب الجامعة!
التحكيم
الحكم الأسترالي كريس بيث سيقود المواجهة الكبرى، وما يتمناه الجميع أن يكون بمستوى الحدث الكبير، وأن يمنح كل فريق حقه، دون بخس أو إجحاف، وأن يكون حازماً ويظهر قوة شخصيته منذ البداية. وإذا كان الهلاليون يتخوفون دوماً من التحكيم الآسيوي من سوء ما واجهوه في سنوات مضت، فإن الأمل بأن تكون تلك المعاناة قد انتهت إلى غير رجعة وهذا ما سيكشف عنه السيد كريس في مباراة اليوم.
مفاتيح الفوز
في الهلال سيكون الثنائي سالم الدوسري وماثيوز بيريرا مفتاحي الفوز الأزرق، يقابلهما الثنائي حمدالله ومشاريبوف في النصر. وإذا استطاع كل مدرب السيطرة على مفاتيح الطرف الآخر فسيكون قد اقترب أكثر من الفوز.
مصادر قلق
في النصر ستكون منطقة المدافع الأيسر محمد قاسم أكبر مصدر قلق وتخوّف للجماهير الصفراء. وربما يفاجئ مدرب النصر الجميع بالزج بلاعب آخر غير قاسم مثل العبيد أو لاجامي، في محاولة لإنقاذ الوضع، فدفاع الفريق ليس ناقصاً قلقاً أكثر مما هو عليه. وعلى الطرف الهلالي تشكِّل منطقة العمق الدفاعي أكبر هاجس للمدرج الأزرق؛ لعدم وجود لاعب المحور الدفاعي القوي، ولكثرة الارتباك الذي يصيب الثنائي جانغ والبليهي وحدوث ثغرات كارثية بينهما.
اتحاد الكرة
إقامة هذه المباراة في ملعب الجامعة لا يخرجها عن مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم المنظّم الأول لهذه الأدوار، وبالتالي سيكون أي تجاوز أو خلل في التنظيم أو تمييز في المعاملة بين طرفي اللقاء سواء الفريقين أو الجماهير تحت مسؤولية اتحاد الكرة الذي يجب أن يحسب حساب كل التفاصيل التنظيمية الدقيقة، ولا يترك شيئاً للظروف، حتى لا يحسب عليه إجحاف بحق أي طرف أو معاملة طرف بتفضيل أكبر.