رمضان جريدي العنزي
ها هو مسلسل هروب العمالة يعود من جديد وخاصة العمالة البنجلاديشية، وها هو التستر ما زال قائماً ويعمل به من قبل ضعاف الأنفس من المواطنين، الذين يرضون بالفتات القليل وهم نائمون، ويوظفون الهاربين من كفلائهم ضاربين عرض الحائط القوانين والأنظمة التي تحارب هذا الشيء المقيت، ولا يريدون أن يتكاتفوا ويتعاونوا مع جهات الأختصاص، أرضاءً لطمعهم وجشعهم وتفكيرهم البليد. إن مسلسل هروب العمالة والتستر عليهم لا ينتهي، ما دام المواطن لا يملك الشعور والحس الوطني القويم، وما دامت مكاتب الاستقدام تأتي بعمالة جاهلة ورديئة، غير فنية ولا متعلمة، وتتحايل على القوانين والأنظمة، والقائمون عليها وافدون يعملون بأسماء سعودية. إن هذه الظاهرة آخذة بالاتساع، وبائنة للجميع، ونلحظها بشكل يومي، رغم مخاطرها الأمنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، إن هناك شبكات وافدة تصطاد العمالة الهاربة وتساعدهم على الهروب وفق طرق ملتوية، وأساليب تحايل وخدع ومغريات. إننا بحاجة لحلول عاجلة، وإيجاد أفكار مبتكرة، لمنع الهروب والقضاء عليه، والأهم أيضاً القضاء على شبكات الاصطياد من العمالة الوافدة بشكل عاجل وفوري، وتنظيف مكاتب الاستقدام تنظيفاً تاماً من العمالة الوافدة التي لا هم لها سوى المال والاسترزاق على حساب السعودي النائم. إننا بحاجة ماسة لمن يحمي حقوق الشركات والأفراد من هذا الهروب والتستر المخيف. إن حل هذه المعضلة والقضاء عليها ليست بالمعجزة، فكلنا يعرف بأن العصابات الوافدة المنظمة والتي تعمل ليلاً ونهاراً تمارس عملها دون خوف ولا وجل، يساعدهم ضعاف النفوس من المواطنين والتي تسيل لعابهم للفتات الضئيل من المال والذي يجري بين يدي الوافدين كالسيل، ومن هذا المنطلق يجب القضاء التام والعاجل على هذه العصابات التي تستنزف المال وتهدم الاقتصاد وتشكل المخاطر وتخرق الأنظمة والقوانين، إن تطبيق النظام بشدة على الوافد المخالف، والتشهير بالمواطن المتستر اسماً وصورة، وإيقاع الجزاءات الفورية الرادعة على كلاهما، يحد جداً من هذه المعضلة، ويقضي بشكل كبير على الهروب والتستر. إن العامل الهارب يعتبر خائناً للعهد والعقد، والمواطن المتستر يعتبر أيضاً خائناً للأمانة والوطنية ورافضاً للأنظمة والقوانين وضارباً بها عرض الحائط، وما دام الاثنان يمثلان بالخيانة فمن الطبيعي أن تحصل هذه المشاكل، تكبر وتتشعب، تزداد وتنمو، وعليه وبناء على ذلك نطلب أن تدكأولاً مقار عصابات تأجير العمالة دكاً دكاً، وتنظف مكاتب الاستقدام من كل وافد، وتضرب بيد من حديد على كل مواطن يسهل الهروب ويمارس التستر ولا يغار على مصلحة بلده، ويتلاعب بأنظمتها وقوانينها، وفق طرق احتيالية بشعة، طمعاً وحباً وشهوة للمال الضئيل الذي يمنحه الوافد له. وإن غدًا لناظره لقريب. حمى الله بلادنا، وجنبها شر الأشرار، وكيد الفجار، وصد عنها كل خائن خوان طماع بليد.