خالد بن حمد المالك
في ذروة انفعاله كشف أمين حزب الله اللبناني المدعوم من إيران أن حزبه يمتلك قوة عسكرية قوامها مائة ألف مسلح، لكن المتابعين يتوقعون أن هناك مرتزقة أجانب يماثل هذا العدد جاهزون للانضمام إلى الحزب عند حاجته لهم في أي حرب أهلية قد تقع في هذا البلد المخطوف.
* *
وتهديد حسن نصر الله لكل من يرفع صوته، أو يعارض أجندة الحزب بإعلانه عن هذه القوة العسكرية البشرية التي تتفوق على الجيش اللبناني، يظهرللجميع أن لبنان يسير نحو المجهول، وأنه على كفِّ عفريت، والعفريت هنا هو حسن نصر الله الذي باع ضميره وبلاده وآذى المواطنين، وأفشل كل خطوة إصلاحية في البلاد، ومارس كل أنواع الفساد من تهريب وصناعة للمخدرات، إلى ممارسة القتل بدم بارد ضد خصومه ومعارضيه.
* *
والأسوأ في كل هذا أن يستمع رئيس البلاد ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والوزراء والنواب إلى هذا الإعلان الوقح عن امتلاك حزب الله لجيش قوامه مائة ألف مسلح خارج سيطرة الدولة، ولا أحد يعترض أو يعلِّق أو يقول بما يرضي ضميره ويحمي بلاده، خوفًا من سطوة وجبروت هذا العفريت المحمي من إسرائيل.
* *
وإذا كانت كل المؤشرات والدلائل تحوم حول إدانة حزب الله في تفجير مرفأ بيروت، فإن إصرار الحزب على تنحية القاضي العدلي البيطار من عمله ومن مسؤولية استدعاء المتهمين، يكشف حجم الخوف الذي انتاب حسن نصر الله، خوفًا من أن يكشف القاضي أسرار تورط الحزب بهذه الجريمة، ما دعاه إلى تأليب مناصريه وإنزالهم إلى الشارع للمطالبة بعزل المحقق العدلي، وكانت النتيجة لهذا النزول إلى الشارع قتلى وجرحى يضافون إلى جريمة قتلى المرفأ.
* *
لقد هدَّد وتوعَّد، وأعلن عن استعداده لأي تطورات مستقبلية بإنزال مسلحيه إلى الشارع، وخصَّ المعارض الوحيد سمير جعجع وحزبه برسالة تهديد خاصة، وهو ما يثير الانتباه إلى أن حزب الله وأمينه هو من يحكم قبضته في السيطرة على البلاد، وليس عون ولا ميقاتي ولا نبيه بري، ولا حتى الوزراء والنواب، خاصة مع تعاون ميشيل عون ونبيه بري مع نصر الله.
* *
لقد انكشف الغطاء عن المستور، وبان أكثر ماذا يُحَضَّر للبنان في المستقبل، وإن لم يتدارك اللبنانيون الشرفاء ما يحيط ببلادهم من أخطار ومن مستقبل مظلم، فلن ينفع الندم حينئذ.