لعل من أبشع العلاقات الإنسانية وأشدها ألمًا وأكثرها سمية، هي تلك العلاقات التي يكون أحد أطرافها يقف في منتصف الطريق، غير قادر على الرجوع لنقطة البداية وفقد طاقة السعي للوصول لخط النهاية.
{فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}... الآية 139 من سورة النساء
هي إيجاز لعلاقات البشر فهو وصف لعلاقة قرابة، صداقة، زواج ، زمالة، وجيرة.
كل العلاقات لا استثنى منها أي شكل، تجد منها العلاقات المتأرجحة بين شد وجذب.
..لا تذروها كالمعلقة أسلوب نهى للتحذير من عقبات وتبعات هذا النوع من العلاقات، كما أن به حثاً على وضع الأطر والحدود السليمة الواضحة المعالم لأي علاقة تحت أي مسمى.
كما أن استخدام أسلوب النهب هو تأكيد على ضرورة ترسيخ وغرس مفهوم حسن المعاملة.
المتشدقون بكلمات الله ورسوله.. الدين المعاملة، فما لله لله فروضه ونوافله هو القدير المقتدر يقبلها من عباده.
أما ما للعبد للعبد جعل المعاملة وجل المشاعر مربوط بقدرة العبد وتقبله وقدرته على العفو والصفح، أو أن يكيل بميزان المعاملة إلى الله يوم الحساب.
يُنظر -بضم الياء - إلى الشخص المتجاوز المتغافل الصبور على أذى بعض العلاقات بأنه الجانب الأضعف والأقل حيلة وقدرة على اتخاذ قرار البعد أو الانتقام.
حرم على النار كل هين لين.. ما أجمل من معنى وأصعبه في إقراره والقدرة على تنفيذه.
فمن جعل الكلمة الطيبة صدقة، تبسمك في وجه أخيك صدقة... هو من جعل الثواب لجبر خاطر وإغاثة ملهوف.
فلا تغرنك القدرة على التجاهل وعدم الاهتمام وخذلان من وضعك في موضع أمانة في لحظة ضعف وانكسار، من جعلك محل ثقة ورأي منك غال في وقت رخصت فيه أغلب العطايا وكأنه نوع من التعري.
وما أغلاها تعري المشاعر.. فلا تضعه تحت طائلة الظروف والأهواء
لا تستهين بإلحاح السؤال والرغبة في الاحتفاظ والاستمرار.. فالعزف على أوتار القلوب مهارة لا يملكها إلا من قوم نفسه وأدرك ما أدرك من الحياة وطبائع البشر، ورضخ لفكرة لن كل نفس بها ما يرهقها فلا تزيد.
احذر .. من كلمة (مش مسامحك) حين ينطقها قلب أوجعه الألم قبل اللسان.
فهو بين هذا وذاك.. لا يعلم مكانته وأهمية وجوده ومدى ما تفقده إذا غاب.
هذا الشخص بالرغم من طاقته الفولاذية المتواصلة على التجاوز والتنازل أحيانا حرصا على الاستمرار، إذا ذهب لن يعود ولن تجد في نقاء ورقى مشاعره أحد.
يمنح كل الفرص وبطرق جميع السبل المتاح منها والمستحيل أحيانا يلتمس من الأعذار الممكن وغير الممكن إلى أن يصل لمرحلة اللا عودة.
هيهات أن تجده مجدا... وحينها ستدرك أنك ضيعت بالتجاهل وعدم الاهتمام في وقته وحينه أصدق المشاعر فهي كالدرر.
بعد أن أصبحت العلاقات أقوال لا أفعال والصادق منها هش تذروه رياح العند.. الأنا.
إذا كنا لسنا مصدقين.. نتأمل الأقوال ونوزن الأفعال،
يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم، يسعدني تفاعلكم..