تضم المملكة مراكز معارض كبيرة في بعض مدنها الرئيسية، وهذه المعارض تم تصميمها وتشييدها على أرقى المواصفات وهي في أغلب أيام السنة يظللها السكون وعدم الانتفاع بها للأهداف التي أقيمت من أجلها، وصرفت عليها مئات الملايين من الريالات، خاصة مركز المعارض في مدينة الدمام، ومعرض الكتاب على عظم فائدته للصغير والكبير مواطناً كان أو مقيماً فهو حدث ثقافي سنوي ينتظره الجميع بترقب واشتياق.
ولو أخذنا معرض الكتاب في هذه السنة كمثال للفتنا الانتباه الى بعض ما اعتراه من نقصان، فمثلاً قبل انتهاء المعرض بيومين فقط أعلنت الجهة المشرفة على المعرض إعفاء العارضين من رسوم الإيجار، وكان المفروض أن يتخذ هذا القرار قبل بدء المعرض بفترة كافية مع مراقبة أسعار الكتب التي سوف يعرضونها حتى يستفيد منها الجميع لأن العارضين كانوا قد أخذوا ثمن إيجار المواقع في الحسبان، وأضيفت على أسعار الكتب وضاعت الفائدة على من اقتنوا هذه المطبوعات ثم إن مدة المعرض قصيرة وبعدها مركز المعارض سوف يبقى ردحاً من الزمن تصفر فيه الريح، وأمر آخر لماذا لا ينتقل المعرض بعد إغلاق أبوابه في الرياض الى منطقة مكة المكرمة وبعدها الى مركز المعارض في مدينة الدمام.
فبلادنا -ولله الحمد- شاسعة جداً والملايين من البشر القاطنين في هذه المناطق وما حولها يتشوقون وينتظرون بفارغ الصبر إقامة مثل هذه الفعاليات المفيدة، خاصة أن الكثير منهم قد يكون لديه من الأسباب ما يمنعه من تجشم العناء للسفر لمدينة الرياض وكثرة التكاليف المادية، وكذلك الاستفادة من هذه المنشآت الكبيرة والجميلة ولنزيد في مدة العرض حتى نخفف من التدافع ثم الحرص على راحة الزائرين بأن يكون التكييف في كل أرجاء المعرض، فتهيئة الأجواء الملائمة أمر ضروري مع توفير كل ما من شأنه راحة الأفراد والأسر من دورات مياه كثيرة ونظيفة وتوفر مياه شرب نقية وأركانا للقهوة والشاي والمآكل الخفيفة والعصائر الطبيعية.
كل هذا غيض من فيض، وكل هذه الأمور سوف تصب في صالح الوطن والمواطن والمقيم.
وما توفيقي إلا بالله.