أعتقد أن أعظم انتصارات المرء تكمن في قدرته على تحمل بيئة سلبية، غير مشجعة، وغير محفزة، بل مثبطة، ولا تدفعه للأمام، بل تجره دائمًا إلى الوراء، وقد قيل: أعظم انتصارات المرء انتصاره على نفسه.
قصص النجاح دومًا تروى، وكأنها تقول لمن لم ينجح في حياته: دونك سبيل النجاح، وإليك قصص الفالحين.
مما لا شك فيه أن لكل إنسان قدرات جسدية ونفسية، وقد تكون النفسية أكثر أثرًا، فالذين يعيشون في بيئة أسرية خاملة، وغير مشجعة، كثيرًا ما يتأثرون سالبًا بهذه البيئة؛ لذا قلت إن أعظم انتصارات المرء انتصاره على البيئة المثبطة، سواء كانت داخل أسرته، أو مجتمعه.
الأسرة الصغيرة لها دور أساسي في الدفع بأفرادها إلى الأمام، مهما كانت إمكانياتهم، فكما قلنا العامل النفسي من أهم العوامل للنجاح أو للفشل.
نتحدث دائمًا عن نجاحات بعض الأشخاص، ونغفل الإشارة إلى أسرتهم التي كانت أهم مقومات نجاحاتهم!
إن قلوبًا أفرغت من الحب لا يمكن لها أن تحلق في عالم النجاح!؟
وإن قلوبًا مليئة بالأحقاد المتراكمة لن يكون نصيبها إلا الركض إلى الخلف، حتى السقوط المدوي.
الحياة مليئة بالتجارب الناجحة، ومثلها الفاشلة، والحصيف الموفق هو من يقرأ هذه وتلك، ليخرج بتأملات تقوده إلى طموحه الكبير.
القلب المحطّم لا يمكن لعقله إلا أن يقوده إلى سفح السلامة ليس إلا، لا إلى النجاح والتفوق! ومستحيل أن ينقله إلى عالم مختلف تعانق أحلامه عنان السماء.
نخطط.. نرصد.. نرى.. ننجح أو نفشل، شيء طبيعي، لكن غير الطبيعي الاستسلام!
ودومًا تذكر قول المتنبي:
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ
وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ