محمد هليل الرويلي:
أوضح الفنان التشكيلي الأستاذ «ناصر الموسى» أنّ النص البصري, نص موازٍ للنص الأدبي، ويتمازج معه بطريقة يدركها القارئ الذي يتلقى رسالة الغلاف, فيتبادر إلى ذهنه صورة رمزية إلى محتوى هذا الكتاب، يؤكد على التوافق الجمالي بين الأدب والفن. كون الغلاف يعد بوابة الدخول إلى محتوى الكتاب، قد يكون له أثر بالغ في عملية اقتناء الكتاب، فمن البديهي أن يكون هناك اتساق بين غلاف الكتاب ومضمونه الأدبي، وهذا أمر درج أن يراعيه الكاتب بأن يختار صورة الغلاف التي تعبر عن محتواه أو أن ترمز إليه بطريقة رمزية.
* الحالة التعبيرية والبعد الآخر
وبين في معرض إجابته على السؤال الذي طرحته الثقافية أنّ تجربته الفنية التي مازج فيها بين نصوصه البصرية والأدبية وعلاقته بالمؤلف أو الناشر هي ما وافق ويصنع من الأعمال الفنية مطلبًا كغلاف لدى الكتاب والأدباء المبدعين السعوديين والعرب قال: أعمال الفنان - ناصر الموسى - التي تم اختيارها من قبل الكتاب والأدباء لمناسبتها لمحتوى كتبهم والتي تتمثل في صورة الغلاف وهذا يعد جنسًا أدبيًا وفنيًا من نوع آخر مشابه للجنس الأدبي المكتوب ومخالف له في الأسلوب التعبيري سواءً كان ذلك واقعيًا أو رمزيًا أو تجريديًا.
بعبارة أخرى يمكننا القول - علاوة على الحديث أعلاه - إن هنالك توافقًا في المضمون واختلافًا في أسلوب التعبير والأجناس الشكلية للحالة التعبيرية، صنع ذلك لذا تجد أن هناك تقارب كبير بين الفنانين والأدباء في الأفكار التي تجمع بين أشكال التعبيرية الأدبية كالقصة والشعر والرواية، والنصوص البصرية من رسم ونحت ونحوه. ونجد ذلك في تنوع تصاميم الأغلفة في الصور المرفقة التي عملها الفنان. وهذا التكامل بين النصوص البصرية الفنية والنصوص الأدبية يضيف بعدًا آخر للمنتج الأدبي، ويترجم النص المكتوب بصريًا بلغة أخرى تنتمي النص الأدبي بشكل كبير.
على صعيد شخصي، كانت لي عدة تجارب في هذا المجال الذي يتكامل فيه النصان البصري والأدبي. إذ كان من دواعي فخري واعتزازي أن تنتقى بعض أعمالي التشكيلية لتتصدر أغلفة عدد من كتب الأدباء والكتاب لنصوص أدبية من أجناس مختلفة ومن أولئك من الشعراء: الشاعر عبد الله سميح، الشاعر عبدالله الرشيد، الدكتور إبراهيم التركي، والأديب الأستاذ الدكتور محمد الربيع، الدكتور عبدالله الحيدري، والأديب الكبير محمد الشقحاء، الدكتور خالد الهزاني. وغيرهم الكثير ومن الروائيين والقاصين: خالد اليوسف, محمد المزيني, عبد العزيز الصقعبي. وآخرين والاعتذار عند الكرام مقبول.
* تجربة التوباد
وحول التجربة الفنية التي قدمها في عدد من الجهات وتجربته في العمل الصحفي بصحيفة الرياض ومجلة التوباد: تجربتي الفنية في جريدة الرياض بدأت تقريبًا في نهاية 1401 هـ, إذ كنت أعمل - آنذاك - معلمًا للتربية الفنية, في إحدى المدارس القريبة من الجريدة, رسامًا «للرسوم الإيضاحية» المصاحبة لمقالات الكتاب والقصص والأشعار.. وكنت أكتب في صفحة «الفن» التشكيلي زاوية «لمسات» كل خميس, تطور الحال بعد ذلك فاختارني رئيس التحرير الأستاذ (تركي السديري) كي أعمل في قسم الإخراج, واستمريت رسامًا ومخرجًا ومحررًا - في ذات الوقت - براتب شهري, لمدة تجاوزت (5 سنوات) إضافة للعمل في لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون, في مركزها الرئيسي في الرياض. خلالها كنت أقوم بتصميم «الكتالوجات» وأدلة المعارض, التي تقيمها الجمعية, الفردية وجماعية وبعض «بوسترات» الدعاية والإعلان للمسرحيات التي تعرضها الجمعية - آنذاك - نظرًا للخبرة التي اكتسبتها خلال العمل في إخراج الجريدة اليومية. وفي عام 1414 هـ , طلب مني رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ «محمد الشدي» -يرحمه الله-, بأن أتولى إخراج العدد ( 14 ) من مجلة التوباد الصادرة عن الجمعية, كأول مخرج سعودي يتولى إخراجها, وإخراج ملحق الفن التشكيلي المعني بأخبار الفن والفنانين التشكيليين. من ثمّ أُسند «إدارة قسم الإخراج» في الجمعية إضافة لعملي «رئيس لجنة الفنون التشكيلية» أعتقد كفنان أنّ هذه المهام هي من كانت معينًا لاكتساب الخبرة والتجربة والقدرة على التصميم والإخراج ومعرفة أسرار الطباعة والمطابع والتحرير وتبويب للمجلات.
وفي نهاية حديثه نوّه الأستاذ ناصر الموسى: كنت وما أزال لا أنسى عرفان وتقدير صاحب الفضل (محمد الشدي: ت 1443 هـ) غفر الله له, الذي منحني الفرصة لأداء المهام الفنية والإدارية, إذ كنت على علاقة وطيدة بهذه الشخصية التي أدين لها هذا الفضل بعد الله, في زرع الثقة الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، داعيًا الله وتعالى أن يودعه مستقر رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.