د.عبدالعزيز الجار الله

تعتبر منطقة الجوف هي المنطقة الوحيدة التي تم تطويرها عبر مكاتب استراتيجية لتطوير المناطق جازان والجوف والباحة، حتى الآن بعيدا عن المرتفعات الغربية، وقبل ذلك تم إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن تطوير عسير، وضم محافظات ينبع وأملج والوجه وضباء في هيئة تطوير واحدة.

ومنطقة الجوف تتميز بكونها من المناطق الجاذبة للسكان والاستثمار لكونها تضم مرتكزات ومظاهر جغرافية واقتصادية:

-فالجوف منطقة حدودية بين السعودية والأردن، ومنها إلى بلاد الشام سورية وفلسطين ولبنان، ثم إلى تركيا وأوروبا، عبر منفذ الحديثة البري.

-يصل الجوف سكة قطار الشمال للسكان والبضائع قادما من الرياض والقصيم وحائل، ويتصل بقطار الشرقية عبر محطة الرياض والحدود الشمالية.

-تضم الجوف النفود الكبير، ثاني أكبر التجمعات الرملية بالمملكة بعد الربع الخالي، حيث ساهم النفوذ الكبير الواقع جنوب سكاكا مقر إمارة المنطقة في تشكيل ثقافة المنطقة وأنماط الحياة فهو قوس رملي كثيف تحيط من حوله المستوطنات المدن والقرى، وهو اليوم يعد من المكتسبات البيئية في الأنشطة الزراعية والرياضية والتعدينية.

-تعد قرية الشويحطية على بعد نحو 40 كيلومترا شمال غرب سكاكا من أقدم المستوطنات التي سكنها الإنسان في الجزيرة العربية، كذلك دومة الجندل التي تعد أهم المدن التاريخية قبل الإسلامية عهد الممالك العربية قبل الإسلام والمدينة الشهيرة في الفترة الإسلامية المبكرة.

وتعد الجوف اليوم من أهم سلالة المملكة للنتاج الزراعي مثل الزيتون والزيوت والتمور والمحاصيل الأخرى نتيجة التربة الزراعية ووفرة وعذوبة المياه الجوفية واعتدال المناخ.

تضم الجوف أكبر المحميات مع مناطق أخرى محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز (الخنفة والطبيق وحرة الحرة) تبلغ مساحتها نحو 130 كيلومترا مربعا حيث تعتبر أكبر محميات المملكة.

حرة الحرة وتعرف بحرة الشام تمتد من سورية وحتى داخل الحدود السعودية، هي الغطاء البركاني الوحيد داخل النطاق الرسوبي في المملكة العربية السعودية نشأت بسبب ثورة بركانية، وتبلغ مساحتها داخل الأراضي السعودية نحو 15 كيلو متراً مربعا تقريباً، أعلى قمة في المنطقة هي قمة جبل لس وارتفاعها 1100 متر تقريباً، وتعد حرة الحرة من المستوطنات القديمة داخلها توطين ومياه وأنماط من الحياة العامة، وبالقرب منها أو في محيطها ثلاث هضاب هي هضبة الوديان وهضبة الحجرة وهضبة الحماد، حيث تمثل الهضاب وحرة الحرة أسلوبا توطينيا يعيش ومازال يعيش عليه سكان الهضاب والحرات.