الإعلان عن عمل الخير قبل فعله ونشر صوره بعد فعله
* لا يكاد يفعل بعض الناس عملَ خيرٍ إلا ويعلن عنه قبل فعله، وينشر صوره بعد فعله، كل ذلك من خلال وسائل التواصل، يَحْتَج بأن ذلك فيه تشجيع للناس على فعل الخير، فهل مِن توجيهٍ حيال هذا؟
- الأمور بمقاصدها، والأصل أن السر والإسرار وإخفاء العمل هو الأصل والأقرب للإخلاص، هذا هو الأصل، لكن قد يَعرض لضدِّه من الإعلان ما يترتَّب عليه من المصلحة مِن حثِّ الناس على فعل الخير، فقد تكون هذه المصلحة راجحة على مصلحة الإسرار، وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه في مثل هذه الحالة على الإخلاص لله -جل وعلا-؛ لأنه شرط للقَبول، ويبقى أن الأصل هو الإسرار، وإذا وُجد ما يدعو إلى الإعلان من أجل أن يُقتدى به فيكون له مثل أجر من اقتدى به "مَن سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فله أجرها، وأجر من عمل بها" [مسلم: 1017]، وهذا ورد في الصدقة لمن جاء بصدقته وتبعه الناس وتأسَّوا به له أجرها وأجر من عمل بها، ويجاهد الإنسان نفسه في هذه الحالة، ويُبقي من الأعمال ما يكون سِرًّا بينه وبين ربه لا يطَّلع عليه أحد، ويجاهد نفسه على ذلك، وإذا اقتضى الحال أن يُشجِّع الناس بصدقةٍ أو غيرها أو فعلِ خيرٍ ويَظهر للناس بهذه النية وبهذا القصد فهذا مقصدٌ حسنٌ، والقاعدة أن الأمور بمقاصدها.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-