سلطان بن محمد المالك

من الأخبار الجميلة التي تم الإعلان عنها مؤخراً ما أعلنته شركة ارامكو السعودية عن عزمها البدء بافتتاح محطات وقود تابعة لها في المملكة، حيث قامت بإنشاء شركة جديدة تابعة لها تحت مسمى شركة ريتلكو وهي مملوكة لها، وتهدف إلى توفير خدمات بيع الوقود بالتجزئة.

وبهذه الخطوة الذكية من أرامكو فإننا نتوقع إحداث تغيير كبير في قطاع محطات الوقود، فأرامكو معروفة في الحرص على الجودة في كل منتج تدخل فيه وبنت اسمها وسمعتها على مر العقود، وبالتالي فمثل هذه الخطوة بكل تأكيد تمت بناء على دراسات وافية ومستفيضة لحاجة السوق ومعرفة متطلبات العملاء بشكل دقيق.

ومن المتوقع أن يكون دخول ارامكو للسوق قويا وسريعا في نفس الوقت مستفيدة من قوة علامتها التجارية ومصداقيتها محلياً وعالمياً.

أرامكو السعودية ليست جديدة في تقديم خدمات بيع الوقود بالتجزئة فقد نجحت عالميًا ومنذ عقود من خلال شراكاتها على مستوى العالم مع كبرى شركات النفط العالمية. وتُعد «موتيفا» في الولايات المتحدة، و«شوا-شيل» في اليابان، و«إس أويل» في كوريا الجنوبية، و«فوجيان» و«سينوبيك» في الصين أمثلة على حضور أرامكو السعودية في مجال خدمات بيع الوقود بالتجزئة مع وجود أكثر من 11000 محطة عاملة على مستوى العالم.

ووضعت هذه التجربة العالمية الشركة في مكانة تؤهلها للدخول بثقة كبيرة إلى السوق السعودي، وتقديم أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم.

في تصوري أن أحد ابرز عوامل النجاح للشركة الجديدة هي اهتمامها وتركيزها على العملاء ووضع شعار «التميز في الخدمة» شعاراً تسعى لتحقيقه، دون أن يقتصر ذلك على تحقيق توقعات العملاء فقط، بل رفع مستوى توقعاتهم التي يطمحون إليها في محطات الوقود في المملكة مع التركيز على الجودة وخدمة العملاء هو الأمر الذي يمكن أن تضيفه ريتلكو إلى قطاع البيع بالتجزئة في المملكة، فهذا مستوى من الخدمة، لا يُمثل هدفًا لأرامكو السعودية فحسب، بل هو هدف المملكة من خلال رؤية 2030 التي ركّزت على جودة الحياة.

شيء مهم جداً أن مثل هذه المحطات الجديدة سوف تقضي على ماكان سائداً في السابق في المحطات التقليدية من تستر وسوء خدمة، بل سوف يكون دخول أرامكو السعودية إلى قطاع بيع الوقود بالتجزئة ذا تأثير إيجابي في إيجاد فرص العمل المجزية للمواطنين، وإتاحة الفرص لفتح المتاجر الصغيرة، ومضخات الوقود، والمطاعم، والمحلات الأخرى الموجودة في محطة الوقود.

ولن تقتصر الفائدة من هذا المستوى الراقي من الخدمات على بناء ثقة العملاء وكسب ولائهم فحسب، وإنما سيوفر فرص عمل جديدة في سلسلة المطاعم عالية الجودة ومحلات التسويق، ومغاسل المركبات وورش المركبات. وزيادة المنافسة لمحطات الوقود المتواجدة في السوق حالياً في سبيل تطوير وتحسين خدماتها ومنتجاتها.

نخلص الى أن السائق والمسافر موعود بمشيئة الله بخوض تجارب جديدة ومتميزة في سوق تنافسي كبير يقدم تجارب مميزة لعملائه.