محمد بن علي الشهري
كان على النصراويين أن يكونوا على قدر من المنطقية والعقلانية على إثر تأهل فريقهم على حساب فريق الوحدة الإماراتي المتهالك.. وأن يكونوا أكثر منطقية وعقلانية في تعاملهم قبل وأثناء وبعد خروج فريقهم من الاستحقاق القاري الكبير على يد كبير القارة وسيدها وزعيمها بلا منازع.
نعم، كان عليهم مقارنة خروج فريقهم على يد كبير الأبطال.. وبين الخروج (المذل) من النسخة الماضية على يد الفريق الموقوف أبرز عناصره قبل المباراة بساعتين، واللعب معظم وقت المباراة بعشرة لاعبين (بيروزي).. تلك النسخة العجيبة التي لن يجد الفريق الأصفر أيسر وأسهل منها لبلوغ مصافّ الأبطال ولاسيما بعد استبعاد الهلال عنوة من الدورة.. يومها رددت آسيا قاطبة: (اليوم خلا لك الجو فبيضي واصفري) ولكن..؟!
قلت سابقاً وسأظل أقول: إن من وضع استراتيجية ربط اسم النصر بالهلال إلى درجة توحي للسذج بأن النصر في موقع المنافس للهلال قد جنى على النصر من حيث أراد خدمته.. لذلك رأينا كيف يُعتبر الفوز النصراوي على الهلال في أعين أنصاره بطولة بحد ذاتها، بعكس أنصار الهلال!!
كما أن من ضمن الاستراتيجيات النصراوية المرتجلة التي أضرّت به كثيراً وسيظل يتضرر منها: فكرة الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من مفاصل الإعلام لتكون تحت إمرة الشأن النصراوي إلى حد أن نصف مرتادي المدرج الأصفر تحولوا بين عشية وضحاها إلى إعلاميين كل مؤهلاتهم الانتماء للون، لهذا تكثر المشاحنات بينهم وبالتالي تحولوا إلى عبء على النادي والشواهد حاضرة وعلى أوسع نطاق.
من ثمار ومفارقات الاستراتيجيات البليدة أننا سمعنا الكثير من الجمهور الهلالي قبل لقاء الثلاثاء الماضي يرددون أملهم بأن يحقق فريقهم لقبه القاري الثامن.. فيما اقتصر أمل أنصار الفريق النصراوي بالفوز على الهلال.
الخلاصة: على النصراويين إذا أرادوا أن يكون نصرهم ضمن مصاف أوائل الأبطال القيام بالتالي:
- ترك الفريق يعتمد على نفسه وليس على الاستثناءات والفزعات.
- تخليص العقلية النصراوية من وهم (الندّيّة) مع الهلال.
- عليهم أن يقتنعوا بحقيقة أن الهلال قدوة يجب أن تُحتذى وبالتالي الاستفادة من خبراته وتجاربه العالمية بدلاً من مناكفته ولاسيما وهي مناكفة غير متكافئة بأي شكل.
- مساعدة المدرج الأصفر على أن يعيش واقعه الفعلي حتى لا تتعاظم عليه الصدمات التي لا يد ولا ذنب له فيها باعتباره ضحية الإعلام (الجيوبيلزي) المضلل الذي ما انفك يعيّشه في أجواء وأوضاع بعيدة جداً عن واقعه، وما زال يضلله.
بيت القصيد:
آسيا مالها إلاّ سيّدٍ واحد
تعرفه من مشارقها لمغربها