واس - الرياض:
بدأت في الرياض أمس أعمال الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار 2021، التي تقام في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات تحت عنوان « الاستثمار في الإنسانية» وتستمر ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من صناع القرار، وقادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم. وتناولت الجلسة الأولى إطلاق حقبة جديدة في التقدم البشري والذكاء الاصطناعي وتأثير جائحة كورونا على العالم وخطر الفيروس. وأوضحت السيدة الأولى السابقة لموزمبيق وجنوب أفريقيا غراسا ماشيل في جلسة بعنوان «كيف يمكن لمجتمع الاستثمار العالمي إطلاق حقبة جديدة في التقدم البشري» وأدار الجلسة صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن الذكاء الاصطناعي تجاوز حدود العلم والتقنية، ورغم ما قدمه من إنجازات في مجالات عدة تسبب في رفع نسبة البطالة وحرمان الكثير من العائلات دون مصدر دخل، مبينة أن العالم الحالي يواجه أزمة في التعلم، الملايين من الأطفال لم يحصلوا على التعليم الكافي رغم ضخ نحو 5 تريلونات دولار للتعليم العالمي. وقالت غراسا: « في العقود الأخيرة واجه البشر تحولات كبيرة وسريعة أسهمت في توليد معرفةٍ بسرعة غير مسبوقة وهذا لم يكن بلا مقابل»، مبينة أن جائحة كوفيد 19» عمقت الاختلاف بين البشر في عالمين، عالم حصل البشر فيه على 70% من اللقاح بينما هناك عالم يعاني من خطر الفيروس، مشيرةً إلى أن 4% فقط من سكان أفريقيا حصلوا على اللقاح، مؤكدةً أهمية العدالة في توزيع اللقاح لكون ذلك مسألة حياة أو موت، داعية صناع القرار إلى الاستثمار في العقول وتعزيز العدالة والبناء بشكل أفضل للتضامن البشري لدى شعوب العالم لصنع مستقبل مشرق.
من جانبه أكد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح أن المملكة أثبتت مرونتها خلال تعاملها مع جائحة كورونا، حيث ركزت على صحة الإنسان وسلامته وتحقيق توازن دقيق بين الحياة والرزق، مفيدًا أن المملكة لكونها قلب العالم الإسلامي فرضت الإجراءات الصحية في المسجد النبوي والمسجد الحرام، قبل خروج منظمة الصحة العالمية بمعاييرها وقواعدها الخاصة بالجائحة. جاء ذلك خلال حديث معاليه في جلسة بعنوان «عقد اجتماعي جديد: الدور المتطور لأعمال والحكومة»، ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الخامسة، بمشاركة معالي وزير الاستثمار في المملكة المتحدة جيري جريمستون، ورئيس حكومة منغوليا، بولور إردين باتسينجيل، ومؤسس ورئيس شركة إيدموند روتشيلد ذ.م.م، لين فورستر دي روتشيلد. وتطرق الفالح إلى مستوى الثقة بين المجتمع السعودي والحكومة وانعكاسه خلال جائحة كورونا والدروس المستفادة منها عبر وضع العديد من الخطط الطويلة الأمد، مبينًا أن الجائحة كانت صدمة للعالم ككل خاصة في مجال الاقتصاد، وأثرت تأثيرًا بالغًا على جميع مناحي الحياة. وأكد المهندس الفالح أن المملكة من أقل الدول في معدلات الإصابات والوفيات بسبب الفيروس، ولم يكن هناك أي نقص في السلع والإمدادات، كما سعت إلى تسريع توفير اللقاحات، مبينًا أن أجندة المملكة تتواءم مع القطاع الخاص والسكان من خلال تقديم الدعم الازم للقطاع الخاص ووضع إستراتيجية استثمارية لكل القطاعات بحكم أن الاستثمار وسيلة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. وبيَّن معالي وزير الاستثمار أن المملكة تعمل على إعداد المواهب للوظائف الجديدة والتركيز على التعليم والشباب وتنويع مصادر الدخل غير النفطية، متناولا تحديات ارتفاع أسعار الطاقة، إذ جرى العمل على سد فجوة الطلب في سوق النفط والطاقة، داعيًا إلى التقليل من استخدام الكربون كجزء من الاقتصاد. وتناول المتحدثون أهمية تقليل استخدام الكربونات من خلال استخدام الرياح في دعم عملية الإمداد لتنوع مصادر الثروة الصناعية، وتمكين المرأة في الوظائف، وتحقيق توازن في الأسواق العالمية من خلال الشراكة بين القطاع الخاص والعام.
من جانبه أكد معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب أهمية إيجاد تنظيمات وتشريعات سفر موحدة للعالم، لكون السفر خلال جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» أصبح كابوسًا على المسافرين. وأوضح خلال جلسة «مستقبل السياحة - وجهات نظر عالمية»، ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، التي شارك فيها الرئيس التنفيذي لشركة Corporation carnival أرنولد دونالد، أن الأزمة التي أوجدتها الجائحة ألزمت الدول بطرح العديد من الخطط على المدى البعيد، وذلك بهدف التعافي من الجائحة، مبيناً أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تأثراً في العالم، إلى جانب قطاعات السفر والمواصلات، التي انخفضت لأكثر من 80% في عام 2020م، مما أدى لفقد أكثر من 60 مليون وظيفة من إجمالي الوظائف الموجودة في قطاع السياحة على مستوى العالم، مبينًا أن الأزمة أثّرت بشكل قاس على القطاع الذي تشكل وظائفه 1 من كل 10 وظائف. وشدد معاليه ضرورة تعاون الدول مع القطاع الخاص الذي يدير القطاع السياحي، موضحًا أن دور وزارة السياحة تشريعي وتنظيمي، وأكثر من من 7 مليارات شخص يعيشون على الكوكب منهم 1.6 مليار تمكنوا من السفر خلال عام 2020م، ويعد ذلك رقماً قياسياً، إذ تتوقع منظمة السفر العالمية أن يتجاوز الرقم 3 مليارات، مبينًا أن 80% من صناعة السياحة تخدمها المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وكشف الخطيب أن رواتب العاملات في قطاع السياحة عادلة مقارنة بالرجال، و54% من العاملين في صناعة القطاع من النساء، معربًا عن تفاؤله بزوال الجائحة في الوقت القريب، واستعداد القطاع باستقبال موجة نمو في كونه مهماً لارتباط الأمم فيما بينها، مؤكدًا تطلّع المملكة بدورٍ مهم لإيجاد الكثير من المبادرات، سواءً بجانب التدريب أو الاستدامة بإطلاق مركزٍ عالمي للاستدامة.