«الجزيرة» - وكالات:
من المعروف أن القيود الوبائية لـ«كوفيد-19» أدت إلى حد كبير إلى تراجع موسم الإنفلونزا 2020-2021، مع انخفاض حالات الإنفلونزا إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
وتراجعت حالات الإنفلونزا في الواقع لدرجة أن بعض العلماء يشكون الآن في أن إحدى السلالات الرئيسية للإنفلونزا ربما تكون انقرضت بسبب انخفاض العدوى لدى البشر.
وتعد إنفلونزا B / Yamagata واحدة من أربع سلالات يتم تضمينها بانتظام في لقاحات الإنفلونزا السنوية، ولكن في خضم عمليات إغلاق «كوفيد-19» يبدو أن هذه السلالة تراجعت تماماً، حسبما أفاد فريق بحث أسترالي مؤخراً في مجلة Nature Reviews.
وقال الباحثون إنه لم يقع عزل أي سلالات B / Yamagata أو تسلسلها وراثياً في تتبع حالات الإنفلونزا منذ مارس 2020، عندما أنهى إغلاق «كوفيد-19» بشكل أساسي موسم الإنفلونزا 2019-2020.
ووقع الإبلاغ عن 31 حالة مشتبهاً بها من B / Yamagata لمسؤولي الصحة العامة من آخر موسم للإنفلونزا، ولكن لم يكن هناك عزل أو تسلسل ناجح للفيروس لتحديد أن B / Yamagata هي السلالة المسؤولة حقاً.
ولاحظ الباحثون أن B / Yamagata تميل دائماً إلى أن تكون أقل عدوى من سلالات الإنفلونزا الرئيسية الأخرى، ولا تتطور بقوة مثل الآخرين، حيث لم يضطر مصنعو اللقاحات إلى تحديث مكون B / Yamagata في لقاح الإنفلونزا السنوي منذ عام 2015.
وخلص الباحثون في تقريرهم إلى أن هذه العوامل جنباً إلى جنب مع الظروف القمعية لوباء كوفيد-19، ربما تكون سهلت قمعاً قوياً لدورة B / Yamagata العالمية والانقراض المحتمل لهذه السلالة.
وقاد الدراسة ماريوس كوتساكوس، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة ملبورن. وقال خبراء الأمراض المعدية الأمريكيون إنه إذا انقرضت بالفعل سلالة كاملة من الإنفلونزا فإن ذلك سيفتح إمكانيات جديدة لمواجهة الإنفلونزا السنوية في المستقبل.
لكنهم حذروا أولاً من أن الأمر سيستغرق أكثر من موسم إنفلونزا واحد لتحديد ما إذا كانت B / Yamagata انقرضت بالفعل.
وصرح ريتشارد كينيدي، كبير باحثي اللقاحات في مؤسسة مايو كلينك»، في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا: «سأكون متحفظاً بعض الشيء من وصفها بأنها صفقة منتهية، لأن الإنفلونزا وحش صغير متقلب»، وأشار إلى أن B / Yamagata تميل إلى الارتفاع في سنوات معينة ثم تختفي فعلياً في سنوات أخرى.