حمد بن عبدالله القاضي
طرحتُ قبل فترة قريبة موضوع البذخ في حفلات الزواج بتغريدة مختصرة بتويتر وطلبت آراء المغرِّدين.
بعد عودة الحفلات أطرح الموضوع عبر ذات المسارات.
* هل ترجع الحفلات بكل ما فيها من إسراف وبذخ وكمالِيَّات تفوق «المهر» بأضعاف والذي كان غلاؤه موضع شكوى وسبباً للحد من تأخُّر زواج بعض الشباب والشابَّات لكن الآن « الله يحلّلك يا المهر عند الحفلات».
* * *
أو يتم إلغاؤها وتكون بالمنازل تقليصاً لتكاليف الزواج وعدم إرهاق العريس والعروس وأهلهما الذين قد يضطرُّون أو يضطر الشاب نفسه إلى الاقتراض.
* * *
الخيار الثالث: أن تتم إقامة الحفلات إعلاناً للزواج وإدخالاً للسرور على العروسين وأهلهما وبمشاركة الأقارب والأحباب.
ولكن تتم بشكل مختصر وبأعداد محدودة ولا يكون فيها إسراف بالموائد أو الهدايا أو الشكليَّات المرهقة والمُكلِّفة وبخاصَّة بحفلات النساء.
* * *
وحين طرحت القضية بتويتر قبل حوالي شهر كان الخيار الأخير هو اختيار الغالبية العظمى من المشاركين من رجال ونساء، وهو أن يتم الزواج عبر حفلات مبسَّطة إما ببيوتهم أو بقاعات أو فنادق أو استراحات صغيرة.
* * *
هناك أناس طبَّقوا ويطبِّقون ذلك قبل كورونا وبحول الله يستمرون على ذلك فهم قدوة.
أذكر قبل سنوات فاضلاً عزيزاً وقادراً على إقامة حفلات كبيرة.. يقول لي: لقد زوَّجت ثلاثاً من بناتي بهذا البيت الذي نحن فيه والذي بنيته قبل حوالي 15 عاماً، وكان مباركاً ومن بركاته تزويج بناتي فيه بحضور عدد محدود من الأقارب والأحباب، ويضيف: كنت عندما تُخطب إحداهنَّ أحاول أولاً إقناعها بأن يكون زفافها مبسَّطاً وأن نُوفِّر التكاليف لها ولبيتها الجديد ثم أتواصل مع ولي أمر الشاب ومع الشاب نفسه وأسعى لإقناعهما بذلك ويتحقق بحمد الله ما سعيت إليه.
* * *
وبعد:
ندرك أن قضية حفلات الزواج إسرافاً أو اختصاراً لا تتم بقرار يصدر لكنها تعود للناس أنفسهم ووعيهم.
والإشكالية الكبرى لدى كثير من الأُسَر هي أن كل أُسرة تُقلِّد الأخرى والإسراف - للحق - لا يقتصر على النساء فقط بل والرجال أيضاً.
إن المعوَّل عليه هو بنشر خطاب توعوي ينهض به الجميع بدءاً من خطباء الحرمين والجُمَعْ وأصحاب القلم ومُعِدِّي البرامج الاجتماعيَّة ثمَّ الواعين والواعيات بمواقع التواصُل بمختلف أطيافها وقبائلها.
* * *
=2=
آخر الجداول
قال شاعر حكيم:
«وأيُّ النَّاسِ يُرضي كلَّ نفسٍ
وبينَ هوى النُّفوسِ مدىً بعيدُ»
أجل: مَن يرضي كل الناس؟