مها محمد الشريف
نشهد مرحلة جديدة في جميع المجالات، وخلال هذه المسافة الزمنية إلى المستقبل نرى الأهداف تتحقق والوجهة المرسومة يقف عندها أفقنا ليعيش كل الأعمال العظيمة، فمبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي أشار سمو ولي العهد إليها وتوجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة تسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية، حيث استقطب كل المعطيات التي وجدها تتلاءم وأفكاره العظيمة، فهذا الاختيار مرتبط فعلاً بإطار عدد من الحقول المعرفية، ليكتب تاريخاً جديداً للمملكة والشرق الأوسط من الإنجازات الضخمة.
كما افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، بالعاصمة الرياض، الموافق 19 ربيع الأول 1443هـ، 25 أكتوبر 2021م، أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، وأعلن سموه خلال افتتاحه القمة عن العديد من البرامج ومراكز إقليمية وصندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، فتبعاً للإيقاع الذي تتطور به حالياً المملكة بكل وسائل بلوغها فقد رسمت خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في مبادرة تقدمها المملكة العربية السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي.
إلى جانب مبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لأكثر من 750 مليون شخص بالعالم، ومركز إقليمي للتغيير المناخي، ومركز إقليمي للتنمية المستدامة والثروة السمكية، ومجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، واعتبارات كثيرة تتوج هذا النجاح، فإن ما ألقت عليه الضوء هي انطلاقة تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالًا لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة ترأسها مجموعة العشرين العام الماضي، بحثاً عن وسائل للبناء حول البيئة وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية.
وفي هذا الوقت ستعمل مبادرة السعودية الخضراء على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المائة من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشروعات الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المائة من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، فمبادرة الشرق الأوسط الأخضر حافز للعمل وإطار لقيادة الجهود بالمناخ داخل المنطقة وخارجها، وتهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 205 في المائة ومشروعات في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60 في المائة.
وتستهدف المبادرتان رفع الغطاء النباتي، وذلك من خلال زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وهذا يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا، تمثل مساهمة السعودية بأكثر من 4 في المائة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المائة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة، وليس هذا المنطلق مفاجأة بل هو نتيجة جهود كبيرة وإمكانات ضخمة تعكس مباشرة أبعاد زمانية جديدة يمكن أن تلعب دوراً في التطورات البيئية المستقبلية ودورها في التنمية المستدامة، ضمن الإستراتيجية التي تهتم بها المملكة.