د. خيرية السقاف
يتعالى زخم الإنجازات, والمبادرات المدهشة على صعد داخلية, وإقليمية, وعالمية تتصدر بها هذه البلاد العريقة ذات التأريخ الضارب في أعماق التكوين البشري على الأرض..
ذات الشخصية الخاصة المتفرِّدة بها هويتها بين دول العالم قاطبة باتجاهاته الأربعة قيمةً, ومنبتاً, وموئلا..
ذات الاجتباء الإلهي الذي لم يكن لغيرها في أي موطئ في الأرض,
مبتدأ اليقين, ومنتهى الشعائر, وكامل الأركان..
ذات المقدرات في مناجم أرضها, وعلى سطوح ثراها, وقممها..
بإنسانها الأصيل, وقيمها الرفيعة, ومبادئها الجلية, وأخلاقها المستقاة من خلق قدوتها خير البشرية عليه الصلاة والسلام..
نور على نور يعم هذه البلاد..
قادة يتفانون, وآباء يتطلعون, وشباب طموح, وعمل دؤوب,
ثبات على دولاب ساقية الإنجاز, وسبل الفعل, وسُلَّمات التحقيق,
ومكاسب التمكين..
في ضوء هذا الزخم المتنامي المتسارع أخضر الخطو, متفائل الآتي,
طموح الآني, الفعَّال لما سيكون من حصاد مثمر, ومكاسب تدوم, وقادم يبهج..
فإنها هذه البلاد محور غايات ومطامع كثيرة, متنامية, متسارعة كالحمم الداكنة..
فهي ِقبلة نوايا كثيرة تغلي, وطامعين مختلفين يزمجرون,
وموئل أحقاد لم تعد دفينة, وحكايات وحكايات عن كل اتجاه رُواتها..
وهي, هذه البلاد حين تكون في العالم القريب, والمنتمي هي المصدر,
والموئل, والملاذ, والقِبلة..
وتكون أيضاً نداً, وسداً للبعيد المتطلع القوة, والقيادة,
فإنها بلا شك المحور؛
محور المطامع باختلاف أشكالها, وبمختلف وسائلها,
محور الأهداف بكل ألوانها, وتنوّع وسائلها, سلمية, وشرِّيرة..
مطامع, وأهداف جميع الدول من حولها قريبة المواقع, ونائيتها,
قويُّها وضعيفها, متصدِّرها, وآخرها..
هذه البلاد المحور لمن يريد خيراتها, ولمن يشاء تقويضها, ظلت سليمة, وسلمية النيَّة في عطائها, ونقيَّة الثقة في علاقاتها, ومعطاءة بأريحية في احتوائها, واستقبالها, وهباتها, ووقفاتها, ولكن,
حين تزأر لحقها, وتروم سلامها, وتؤكد مكانتها, ولا تغفل عن الطامعين, والشريرين الذي يغزلون فتائل نارهم في الظلمة والمخابئ, ويفجرونها في صابحة الشمس, فإن لها هذه الحليمة الكريمة أن تكشِّر عن أنياب قوتها, وأن تخلع ثياب ثقتها, وأن تتصدى بقدرة قيادتها, وبقرار قوتها ولا تأخذها لومة لائم في التصدي ولو الأمر يخص فرداً في لحمتها, أو جاراً كانت له العون والسند, أو بعيداً منحته يوماً الثقة, أو تبادلت معه مصالح مشتركة..
تبقى هذه البلاد على صعيدها الداخلي منجم خير, ومبادرات بناء, وتكوين حضارة, وإنجاز يدوم..
وعلى صعيد علاقاتها القريبة جاراً صدوقاً مخلصاً مؤآزراً لا يتوانى في العطاء, والحماية, والوقوف بصدق, وإخلاص لكل أنين ألم, وحرج حاجة..
وعلى صعيد البعيد القوي, والبعيد الأقوى شريكاً عند حقه لا يتنازل,
وعن مطامع غيره لا يتخاذل..
يقرأ بعمق صحائف من يدوّن في الخفاء, والجلاء..
هذه البلاد العظيمة على جادة الخير, والنور, والبركة, والعطاء, والسلام ستمضي بحكمة قادتها, وبعد نظرهم,
بقوة يعضدها الله بكفايته, ويهبها أناسها الروح, واليقين..
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ}..
والله» خير الحافظين. الناصرين.