حوار - عوض مانع القحطاني / تصوير - تهامي عبدالرحيم:
قالت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي النائبة نتالي قوليه التي تزور المملكة بدعوة رسمية بأن المملكة حققت نجاحات باهرة في القضاء على الإرهاب والتطرف ونجحت في وضع استراتيجية مهمة في مجال المناصحة، ويحق للعالم أن يستفيد من هذه التجربة.
وأكدت بأن النقلة النوعية في المملكة نقلة غير عادية وأن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد شخص لديه طموح وإبداعات ويسعى إلى تطوير بلاده.
كما أشادت بكفاءة الضباط السعوديين في المملكة وقالت إنهم يتفوقون على الدول الأوروبية في كشف قضايا الإرهاب والجرائم وأن سير العمل في هذه الجهات الأمنية منظم ورائع.
وأوضحت أن الإخوان المنتشرين في المنطقة أخطر من داعش والقاعدة ويشكلون خطراً على الدول، مبينة أن إيران وحزب الله والحوثيين يعتبرون مصدر قلق للمنطقة وأن إيران هي من يدعم ويساند هذه التنظيمات مالياً، وأن حزب الله أفلس بلبنان وسيطر على الدولة، داعية الدول التي تأوي الإخوان إلى التخلي عنهم لأنهم مصدر خطر....
* ما الهدف من زيارتكم للمملكة؟
• أنا في مهمة بدأتها منذ يومين في المملكة العربية السعودية وهي تكملة لمهمات قمت بها سابقاً لأنني أعمل في مجلس الشيوخ الفرنسي لمحاربة الإرهاب والتطرف وتمويل الإرهاب في العالم... وهذه الزيارة لي رقم (10) لمركز اعتدال لمكافحة الإرهاب الذي مقره في الرياض وهو مركز رائع ومهم جداً ليس للمملكة فقط بل للعالم كله خصوصاً فيما يخص ملاحقة الأيدولوجيات الإرهابية خاصة أن هذا المركز يقوم بدور محوري فيما يتعلق بملاحقة الكلمات والشفرات التي تلجأ لها المنظمات الإرهابية المتطرفة وكشف هذه الرموز من خلال المنصات التي يستخدمها الإرهابيون في محادثاتهم ويتم تداولها بين هؤلاء المتطرفين ومركز اعتدال في المملكة يقوم بدور مهم جداً لرصد هذه الشبكات وإعطاء المسؤولين عن الأمن المعلومات الكاملة عن هذه الشبكات، وهذه خطوة رائعة قامت بها المملكة وكل المنصات في العالم مثل الفيسبوك هي في حاجة إلى وجود مثل هذا المركز المهم في العالم.
وأوضحت بأن المهمات في ملاحقة الإرهابيين هي في الواقع صعبة في ظل الأساليب التي يلجأون إليها، ولكن بوجود هذا المركز نستطيع التعرف على هذه المنظمات وعلى داعمي الإرهاب في العالم. ويمكن لمركز اعتدال أن يكون في يوم من الأيام مسؤولاً عالمياً عن هذا الموضوع على مستوى العالم لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف وخصوصاً ضد الأفكار والآراء المتطرفة. والأمر الثاني هو رصد الأحاديث التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتعلق بالإرهاب والتطرف لمساعدتنا على كشف الأيدولوجيات الإرهابية المتطرفة في العالم ويمكننا ملاحقتها في أماكن أخرى من العالم.
وبينت السيدة قوليه بأن مركز اعتدال أصبح اليوم مركزاً مهماً للعالم لمعرفة هذه المنظمات وكيف تنتقل من مكان إلى مكان في العالم وتشكل خطراً على الدول وأنا عادة أقول مع اعتدال سيكون الكون آمناً من انتشار التطرف.
محاربة تمويل الإرهاب
وأشارت السيدة نتالي في حديثها لـ«الجزيرة» إلى أن الجزء الثاني من الزيارة تم بحث موضوع مهم جداً وهو موضوع محاربة تموين الإرهاب في العالم، حيث قمت بزيارة عمل طويلة مع أمن الدولة والأمن الوطني في المملكة والبنك المركزي، للحديث مع هذه الجهات كيف نجحت المملكة في القضاء على تموين ودعم الإرهاب والتعرف على الوسائل التي اتبعتها المملكة في هذا الشأن، وقد وجدنا أن المملكة سباقة في وضع الضوابط والإجراءات الكفيلة التي تحد من تموين الإرهاب وهي من أكثر الدول حرصاً على محاربة الإرهاب بكل أشكاله.
المملكة نجحت في كل معاهداتها والتزاماتها في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب في العالم وتمويل الإرهاب.
وأضافت بأننا جئنا إلى المملكة لكي نتعلم ونأخذ تجاربها وإجراءاتها في الحد من الإرهاب والتطرف ومراقبة دعم هذه التنظيمات المشبوهة، هذه الأنظمة التي اتخذتها المملكة سنعمل عليها وسنطبقها في فرنسا للحد من التطرف ومنع الإرهاب، نريد العالم أن يعيش بسلام، والإسلام هو دين الرحمة والمحبة وليس فيه عنف، بل هناك من يسعون لتشويه الإسلام الصحيح المعتدل.
وأوضحت بأن هناك من يستغلون الإسلام والمسلمين حيث في أحد المساجد الصغيرة في فرنسا وخلال شهر رمضان تم جمع أكثر من مليون يورو كاش هذا في جامع واحد فكم هناك من جوامع سوف يحصلون على مليارات من الدعم، وأقول لو كانت هذه المبالغ توظف في الخير والصدقات وهذه تعاليم الدين لكان ذلك أحسن، ولكن هذه المبالغ تجمع للتنظيمات الإرهابية واستخدامها في مشاريع التطرف.
وأشادت السيدة فولية بالضوابط والإجراءات التي اتخذتها المملكة فيما يخص جمع الأموال وأن توظف، وأين تتجه، وقد استطاعت المملكة السيطرة على هذه الأموال وأين تذهب، كما أن المملكة استطاعت منع الأموال التي تجمع إلى خارج المملكة، باستثناء الأموال التي تتجه للمساعدات الإنسانية في العالم.
وتطرقت إلى أننا تعلمنا الشيء الكثير والمفيد والناجح خلال زيارتنا للمملكة من خبرة المملكة وسوف نطبق ذلك في بلدنا فرنسا.
وبينت بأن المملكة تحارب التنظيم الإرهابي والنظام المالي لديها قوي جداً حيث يمنع تحويل أموال إلى جهات مشبوهة والمملكة هي اليوم نموذج يحتذى به في العالم، وهذا عكس ما يعتقده الغرب.
* أين المناطق التي ما زالت تشكل خطراً من الإرهاب والتطرف؟
• أجابت السيد نتالي قائلة: هي الدول التي تتساهل مع الإخوان المسلمين ويتعاونون معهم ويدعمونهم ويفتحون أبوابهم أمامهم سواء في الدول العريبة أو الإسلامية أو حتى الغربية، وهناك دول وضعت الإخوان المسلمين المتطرفين والمتشددين على قوائم الإرهاب خوفاً منهم، وهناك فريق آخر خطير جداً وهو حزب الله في لبنان يدعم مادياً وعقائدياً كل التنظيمات الإرهابية الشيعية المتطرفة ويذهب لها أموال طارئة جاءت من إيران خاصة أننا نعرف جميعاً بأن حزب الله يحصل على أمواله من إيران، وحزب الله يصرف على المليشيات الإرهابية الحوثيين في اليمن وفي لبنان وسوريا، حزب الله أفلس دولة لبنان وأخذ أمواله، حزب الله يتواصل مع حماس والمنظمات المتطرفة والحوثيين، وكل هذا مقلق لأمن المنطقة، ولكن أعتقد بأن الإخوان المسلمين يشكلون خطراً من كل التنظيمات الإرهابية لأنهم موجودون في جميع الدول، وفكرهم فكر متطرف معادي للأديان.
* كيف تنظرون إلى علاقات السعودية وفرنسا؟
• هذه العلاقة متينة وقوية، وفرنسا تربطها علاقات مع هذا البلد الذي ننظر له بالاحترام، وهو داعم لكل القضايا السياسية والإنسانية في العالم.
ونحن نهنئ المملكة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان حيث لديه رؤية قوية لتعزيز العلاقات مع البلدان المتقدمة ولديه رؤية لمحاربة الإرهاب والتطرف، حيث أقام سموه مشروعاً منذ سنوات اسمه لا أموال للإرهاب، ومن هذا المنطلق نجد أن هناك تعاوناً بين المملكة وفرنسا في كافة المجالات.. مؤكدة بأن كفاءة وخبرة الضباط العسكريين في المملكة في مجال محاربة الإرهاب أكثر من قوة الأوروبيين في هذا المجال فهم قادرون على كشف التطرف وملاحقة الإرهابيين وكذلك المستوى العالي للعمل لدى أجهزة الدولة الأمنية عال جداً.
* هل لكم علاقة بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف.
- لا يوجد لنا تعاون معهم.. ولكن الزيارات القادمة سيكون هناك زيارات لهم ونحن نتعاون مع الجهات التي لها علاقة بمحاربة الإرهاب والتطرف.
* هل ما زالت داعش والقاعدة تشكل خطراً؟
• نعم ما زالت تشكل خطراً خصوصاً في إفريقيا الوسطى والغربية.. وخطرهم الآن الأكبر في إفريقيا.
* هل لديكم معلومات.. داعش هي من صناعة من؟!
- صمتت وقالت: لا أعرف الموضوع معقد جداً، والإرهاب اليوم مصنوع لزعزعة الدول خصوصاً في الدول الإسلامية، كذلك الإرهاب في العرق الأبيض موجود خصوصاً من يقتلون المسلمين في المساجد أو المدارس أو الأماكن العامة.. من هناك العرق الأبيض هو تنظيم إرهابي، من هنا لابد من العمل الجماعي لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله سواء عند المسلمين أو الغرب أو أمريكا أو في أي مكان من العالم حتى يكون هناك سلام وتعايش.
* كيف تنظرون إلى الإسلام المعتدل؟
• معظم المسلمون في العالم هم مسلمون معتدلون ولا يشكلون أي مخاطر ولديهم رغبة التعايش مع الأديان والمسلم المعتدل هو الذي يحترم الشعوب وقوانين بلدهم وتعايش معهم بسلام.
* كيف تنظرون إلى نجاح حوار الديانات؟
• الواقع بأن هذا المركز نجح في تقارب المفاهيم وقرب الناس مع بعضهم البعض.. هو شيء ممتاز وهذه ضرورة للتعايش.. وقد كان لي لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتحدثنا عن ذلك التعايش والتقارب وكان متحدثاً ومتفهماً.
* كيف ترين النقلة الحضارية في المملكة خصوصاً أن لك عدة زيارات؟
• أنا معجبة جداً بهذه النقلة الحضارية في المملكة، أنا معجبة بالنظام الإلكتروني حيث سهل على الناس في إنجاز معاملاتهم وأنا كذلك معجبة بالأمير محمد بن سلمان حيث أحدث نقلة في السعودية هائلة، وتغيرت وأصبحت المملكة مقصداً للعالم فقد زرت عدداً من الأماكن وأعجبت بها الدرعية التاريخية والعلا.. ومدائن صالح وبعض أماكن الآثار. وأنا مندهشة بإعادة الاعمار في هذه الأماكن، وكل شيء لي في السعودية غير عادي وخصوصاً التطور في الحكومة الإلكترونية، خصوصاً إجراءات في أنظمة الدولة نتمنى تطبيقها في فرنسا لأن هذه الأعمال تدل على الوعي والفكر الناجح.
* ما هو انطباعك عن المرأة السعودية؟
• المرأة السعودية أصبحت اليوم شريكا في خدمة وطنها وعنصرا فعَّالا، وقد التقيت بالعديد منهن ولي صداقات مع بعضهن، وهن مرموقات ولديهن ذكاء غير عادي.. وهن متقلدات العديد من المناصب ورؤساء شركات.