رمضان جريدي العنزي
التفاهة عمل غير مرغوب فيه، منتج قاصر، وممارسة خاطئة، لا هي ثقافة ممتعة، ولا فكر نير، ولا عطاء غزير، بل هي غباء غليظ، وسلوك شنيع، واستعراض بهلواني ممل، وانحطاط سقيم، وإفساد لمنظومة المبادئ والقيم، وإفراز فاسد يؤدي لتقيؤ يشبه الصديد، نصب وادعاء وحيل وسذاجة، لأجل الترقي والتكسب والتربح، على حساب القيم والثوابت والذوق والأخلاق، وأن التفاهة مجرد مضيعة للوقت، ومجلبة للضياع، بعيداً عن الجدية والأهداف النافعة، لأنها مجرد سطحيات وشكليات وفقعات وأعمال لينة رخوة، تشبه البلاستيك والرخويات والأسفنج، الواضح أن التافهين باتوا يظهرون بمظهر العمالقة وهم أقزام، وذلك وفق أطروحات متدنية، لقد أخذوا يتكاثرون بيننا كما تتكاثر الجراثيم والفطريات، يدخلون علينا من كل مكان، غصباً وعنوة، بعيدا عن الالتزام والاستئذان والاحترام، فلا عجب أن يملك فاشل أو فاشلة في العلم والتحصيل مالاً ومتابعة ما عجز عن امتلاكه جهابذة العلم والفكر والثقافة، لقد وفرت شبكات التواصل الاجتماعي لهؤلاء التافهين فرصة الظهور والانتشار والخروج من دهاليزهم المظلمة، وفق عبث بغيض، وإفراز قبيح دنيء، لقد دفعت هذه الشبكات بهؤلاء النكرات والمجاهيل إلى مدارج الشهرة والنجومية، لقد وجد هؤلاء العابثون من يتبناهم ويرعاهم، يشجعهم ويصفق لهم ويحتويهم، ويمد لهم الأذرع ويحتضنهم، لقد أحال هؤلاء التافهون المشاعر الطيبة النبيلة، إلى لذات وشهوات واستعراضات، سقوط أخلاقي، وفراغ فكري، وبؤس سلوكي، يختلقون القصص، وينمقون الحكايا، ويتسترون بالكذب والنفاق والرياء، إن من واجبنا محاربة هؤلاء الذين يصنعون التفاهة والدناءة، وعدم إعطائهم الفرصة والاهتمام، والاحترام والتقدير، حتى ننهي ونقضي على تفاهاتهم وإسفافهم، ونجعلهم يعيشون كما كانوا بين السبخ والأتربة والمياه الراكدة، إن المسئولية تقع على عاتق الجميع دون استثناء، إذا ما أردنا إنقاذ الإنسان، وأخذه إلى ضفاف الحياة الشفيفة، ومدارات الفضاء النقية.