من المصادفات أن كنت أكتب مثل هذه الإطلالة عن جهود ثقافية اختارها لمثقفون أصحاب جهود بارزة في الشأن الثقافي، واليوم حانت الفرصة لأرد الجميل لهذه الصحيفة بمناسبة عيد ميلادها العشرين، ولعلي أوفق في ذلك، وسأتناول هذا الجهد من خلال المحاور التالية:
(1) علاقتي الخاصة مع هذه الصحيفة: وفي هذا المحور ليسمح لي القارئ بالحديث عن جانب شخصي يقتضيه الموقف، إذ إن هذه الصحيفة أول من احتضن مقالاتي، إذ افتتحت مقالاتي فيها بمقال عن كتاب (علي محمد علي صبح) وكان بعنوان (التيارات الأدبية في جنوب الجزيرة العربية)، وكتبت كتابة فيها نقد لاذع للكتاب، وقد استدعى ذلك حوارًا مع الصديق (د. عبد الحليم عبد الباسط) -رحمه لله- إذ رد عليَّ بمقالة رددت عليها بأخرى، ومنذ ذلك الوقت ومقالاتي تتوالى في الجزيرة، وتلقى الترحيب من الأصدقاء على تعاقبهم رؤساء ومحررين.
(2) انتصار الثقافية للحداثة والتنوير:
وفي هذا المحور يعجز القول أن يفي هذه الثقافية حقها، فكانت ملاذ هذه المقالات التي كانت تجد التربص والمناوأة من الطرف المقابل سواء كانت لكاتب هذه السطور أو الأصدقاء الآخرين مثل التنويري الكبير (د. غازي القصيبي -رحمه الله)الذي نشر فيها نصه الشهير (الرسالة الأخيرة من المتنبي إلى سيف الدولة) التي نشرها بتوقيعه، وغيره مثل القشمعي وآخرين.
(3) التواءم مع البرمجة الإلكترونية:
وفي هذا المحور نجد استفادة الجزيرة من هذا المعطى التقني الجديد في إخراج المقالات وتبويبها وأرشفتها، بحيث يسهل على الكاتب والقارئ أن يجد بغيته من أي مقال وأي معلومة يريدها بمجرد ضغط إصبعه على لوحة المفاتيح.
(4) التهنئة وفي هذا المحور أقول:
لك التهنئة جزيرتي التي سبح من سبح في بحرك الثقافي ورسا من رسا على شاطئك تحت عناية بحارة بذلوا الغالي والنفيس على أن يظل بحرك غدقًا لا تغرق سفنه وتنجو دائمًا مراكبه.
لكم التهنئة والحب وإلى مزيد من الإبداع والعطاء.
** **
- أ. د: عالي سرحان القرشي