في السنوات الخمس الأخيرة.. التصقتُ كثيراً بالجزيرة الثقافية.. وكونت داخل طاقمها التحريري بعض الصداقات.. لا أبالغ إذا زعمت أنهم يمثلون النموذج النخبوي للخلْق والخُلُق الصحفي والثقافي بالمعنى الدقيق للموهبة والاحتراف..
لأغلب الملاحق والصحف الثقافية جمهورها وحضورها التاريخي بحكم عمرها ورصيدها الزمني.. خاصة تلك التي نشأت ما قبل الألفية الثالثة.. وثورة المعلومات، وطفرة وسائل التواصل والنشر الإلكترونية والإعلام الجديد..
لكن أن تأتي عام ???? م في ظل هذه الحيثيات والظروف والمتغيرات التنافسية.. فتفرض لنفسك موقعاً، تستأثر فيه بمساحة مؤثرة، وتكون من خلاله رصيداً نوعياً، وتحقق إقبالاً ملحوظاً، وجمهوراً ثقافياً نخبوياً، في فترة وجيزة تحكمها معطيات غير مواتية.. فذلك إنما يدل على أنك تقدم طرحاً جاذباً، وأسلوباً مهنياً مغايراً ومغرياً، ورؤية مقنعة.. إنها الدلالة ذاتها التي جسدها ويجسدها واقع الجزيرة الثقافية، ونشاطها الفاعل في مشهدنا الثقافي والصحفي السعودي.
بهذا باتت فاكهة المائدة الثقافية الصحفية الأسبوعية التي ننتظرها بشغف..
** **
- جبران محمد قحل