د. محمد بن عبد الله المشوح
الحديث عن المجلَّة «الثَّقافيَّة» في جريدة الجزيرة ينبعث معه نفحات من الوفاء والاحتفاء الَّذي تنهض به هذه الصَّفحات الرَّاقية واعتدنا عليه كوجبة غذائية ثقافية أسبوعية.
وإذا كان المشهد الإعلاميُّ يتوارى فيه وفي زواياه غياب لمحات الوفاء؛ فإنَّ المجلَّة «الثَّقافيَّة» نهضت بهذا الواجب الكفائيِّ عن الجميع وأذكت في نفوس الجميع هذه السجية الأخلاقية.
والملفَّات التي تزفُّها «الثَّقافيَّة» كل أسبوع عن شخصيَّة مختارة من الشَّخصيَّات يتبارى ويتنافس فيها الكتبة على التَّقدير والاحتفاء للشَّخصيَّة المختارة وتعداد جوانب تميُّزها ونجاحها وبروزها يُعدُّ مفترقاً من مفارق الثَّقافة السُّعوديَّة؛ حيث صدرت هذه الملفَّات الثَّقافيَّة في أجزاء عديدة تُبين عن الجهد السَّنويّ الطَّويل الَّذي تنهض به هذه المجلَّة الثَّقافيَّة عبر هذه الصَّحيفة الغرَّاء.
وإذا كنَّا اليوم نحتفل بالعدد سبعمائة (700) من المجلَّة «الثَّقافيَّة»؛ فإنه احتفاء في مئويَّات عديدة تتكرَّر ولا تتوقَّف؛ حيث يتوقَّف هنا فقط الوقوف للوفاء الَّذي تنهض به هذه المجلَّة وطاقمها بقيادة أخي وصديقي الدُّكتور إبراهيم التُّركيّ.
الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يصف شعوره في هذه اللَّحظات الجميلة التي تقدِّم فيها هذه الصَّحيفة برهانا ً على الخِلال الرَّاقية التي يحفل بها مجتمعنا -ولله الحمد- تجاه الثَّقافة وشرايينها.
وإنَّني بهذه المناسبة أجدها فرصة لأن أزجي الشُّكر والتَّقدير للزُّملاء في «الثَّقافيَّة» وعلى رأسهم أخي الدُّكتور إبراهيم التُّركيّ، وزملائه الأستاذ مُحَمَّد بن هليِّل الرُّويلي وبقيَّة الطَّاقم الَّذي ينهض بهذه المسؤولية الراقية.
إنَّ المشهد الثَّقافي السُّعوديّ يعتبر أحد أبرز وأهمّ وأكبر المشاهد العربيَّة، ورصد هذا المشهد وحراكه ونتاجه وشخصيَّاته وأعلامه جهدٌ كبير يقوم به الإخوة الزُّملاء.
أكرِّر الشُّكر والتَّقدير لهم على هذا العمل، متمنِّياً للجميع التَّوفيق والنَّجاح.