اعتادت (المجلة الثقافية) أن تكون من أوائل المبادرين إلى تكريم شخصيات ثقافية، فتستجيب لصدى دعواتها الأقلام، وكانت نواة احتفاء وتكريم للرواد، فمدّت يد الوفاء، وأقامت علاقات الحب بين الأجيال، لكننا اليوم نحتفي بها وبجهودها في لحظة مختلفة من عمرها؛ إذ أصبح السبّاق إلى التكريم مُحتفى به، والداعي إلى الاحتفاء مكرّمًا، ونسعد بأن نشارك بإهداء باقة ورد تحمل مشاعرنا إليها، وإلى النخبة التي أنجزت كثيرًا في سبيل تخليد تاريخها.
صنعت (المجلة الثقافية) اسمها من الجمال والبهاء، وحلقت بجناحي الإبداع والفكر في سماء الوطن، وتألقت خضرة أرضها بتضاريسه، ورسمت لون محيطها بشواطئه. كانت الأم المنجبة لنخب وأجيال من الكتَّاب، والعشق الدائم الذي لاذ بوارف دوحة القراء زرافات ووحدانا. أنجزت (الثقافية) نشر الأعمال الإبداعية والفكرية والفنية، فكانت واحة يستند القصاص والروائيون إلى جذوع نخيلها، وفضاء يتسامى الشعراء بنصوصهم فيها، ومجالًا يتأمله النقاد ويفيد منه الدارسون.
باقات من الشكر والعرفان لكل من قدم جهدًا في هذه المؤسسة الإعلامية الثقافية، بقيادة ربانها المثقف الأريب الدكتور إبراهيم التركي، وزملائه من الإعلاميين المثقفين الذين أسهموا في بناء هذا الصرح، ونجحوا في رصد الحركة الثقافية ومتابعتها، وكانوا صانعين مهرة لإيقاع خطواتها.
** **
- د. معجب العدواني