القراءة غذاء للعقل وجمال للروح، والثقافة أكسجين للحياة وتتفاوت أمزجة القراء في اختيار أنواع الكتاب ويأتي ذلك بناءً على رغبات داخلية أو بحسب متطلبات التخصصات الدراسية، إلا أن الكتب الثقافية هي القاسم المشترك للجميع، وليس بمستغرب أن يكون طبيباً أو مهندساً شاعراً أو روائياً أو قاصًا والنماذج كثيرة، أما لماذا فلأن الثقافة بمثابة الأكسجين تنعش البدن وتثري العقل وتحقق المتعة، والأجمل أن تتولى الملاحق الثقافية في الصحف والمجلات الثقافية تقديم مواد أدبية وثقافية وفكرية متنوعة حاملة عصارة فكر ورحيق معرفة باستقطاب الشعراء والقاصين والنقاد والمفكرين والمثقفين لتكون المجلة الثقافية التي تصدرها صحيفة الجزيرة واحدة من أبرز ينابيع الثقافة وأجمل أنهار المعرفة، يمتح القارئ جماليات الحرف تغذية لروحه ومتعة لوقته فمن خلال صفحاتها يجد القارئ القصيدة الشعرية المموسقة بروعة المعنى وجمال الأبيات، والقصة القصيرة، الفاتنة بسردها، المدهشة بأحداثها، والقراءات النقدية العميقة بمفاهيمها وطرحها الثري، والمقالات الأدبية والثقافية الفارهة بصياغتها الأنيقة، والاستطلاعات المتنوعة .
لذا يزيد الشوق انتظارًا لطلة مجلتنا الثقافية البهية، وملامحها الأنيقة، كل يوم سبت وتتعاظم البهجة لقراءتها، مما يستحق ربان السفينة الثقافية الدكتور إبراهيم التركي الشكر والثناء لحرصه أن تكون مجلته نافذة جمالية تروق لجميع الأطياف، يسانده كوكبة المحررين «محمد الرويلي محمد المرزوقي جابر مدخلي» صالح الخزمري المنشغلين بتقديم مواد ثقافية باحترافية عالية إرضاءً لجميع الأطياف، وتحقيقاً للمتعة الثقافية لكل المشارب، ويمكن للقارئ الحصيف مصافحة أقلام لها وزنها الفكري والأدبي والنقدي أمثال الدكتور عبدالله الغذامي، ويستمر ألق المجلة بما يسطره الأستاذ محمد القشعمي عن مئة عام صحافة والعزف الفريد للأستاذ سعد الغريبي وعلي السعلي وللدكتورين إبراهيم الشمسان وإبراهيم الشتوي جهودهما الثمينة ولا يفوتنا الطرح الوسطي الواعي للدكتور صالح اللحيدان. والمشع دومًا القاص والروائي الأستاذ عبدالعزيز الصقعبي بزاويته المتميزة ضوء وغيرهم ممن يستحقون الشكر والثناء.
الرائع في المجلة أنها تقدم مائدة ثقافية متنوعة تروق لأطياف القراء فهي كحقل أزهار وبستان ورود تختلف في أشكالها وتتفق في أريج عطرها ولكون ربان المجلة بمستوى الدكتور إبراهيم التركي المتميز فكراً وثقافةً ووعياً وخلقاً فإن مسار المجلة سينحو نحو التألق، ويمكن القول بأن المجلة الثقافية التي تصدرها صحيفة الجزيرة نجمها زاهر وحضورها متميز، فإلى المزيد من النجاحات، وكلنا شوق للمجلة ومحبة للمشرفين عليها.
** **
- جمعان بن علي الكرت