د.عبدالعزيز الجار الله
أطالس وخرائط تتغير بسرعة مذهلة وبشكل متلاحق ومنها خريطة الطاقة إجمالاً وخريطة النفط بشكل خاص، كما أن الشرق الأوسط تتغير خرائطه السياسية سريعاً عن غيره من مناطق العالم، ووسط هذه التغيرات السريعة، والتركيبة المعقدة والتقاطعات والتصارع على المصالح يقف وزير النفط السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مواجهة تختلف عن الصراعات السابقة لأن القوى الكبرى داخلة في عمق الصراع، والأمر الآخر الواقع الجغرافي والسياسي زاد من حساسية الوضع:
- أمريكا التي يفصلها عنا في الشرق العربي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
- وروسيا التي وصلت إلى بعض أطرافها الجيوش الإسلامية في التاريخ الإسلامي واقعة في أقصى الشرق، ما وراء الصين ومنغوليا وكازاخستان، كما تفصلها عنا آسيا الوسطى والقارة الهندية في اسمها القديم، وبلاد ما تسمى بلاد الجبال إيران.
والواقع الحالي نجده أمريكا وروسيا أصبحتا من الدول المجاورة لنا في السعودية والخليج العربي والمشرق العربي، أمريكا أصبحت دولة حدودية نظراً لوجودها في العراق وسوريا، وروسيا شبه دولة حدودية للسعودية والخليج العربي نتيجة لتواجدها في سوريا، لذا نجد موضوع الطاقة الذي يتولى ملفه الأمير عبدالعزيز بن سلمان هو في أولويات الملفات، والحوارات والنقاشات التي يديرها ويجريها وزير النفط السعودي هي أكثر الموضوعات الإعلامية التي تحتاج إلى تغطيات، وللأسف يلاحظ أنها غائبة جدًا عن اهتمام الإعلام السعودي والخليجي في التلفزيونات المحلية والمحطات الفضائية رغم حساسية المرحلة الحالية والتجاذبات السياسية التي تعيشها منطقة الخليج العربي.
وزارة الطاقة في الوضع الحالي هي من يواجه معارك النفط رغم أن الجميع داخل خطر صراعات الطاقة بكل تعددها: طاقة النفط والغاز والرياح والرمل، إذن ليست قضية وزارة النفط وحدها بل هي همومنا جميعا وهذا يتطلب الحضور الإعلامي المكثف والذكي.