الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكدت دراسة علمية أهمية تعرف الدعاة على كافة الوسائل والأساليب الدعوية الحديثة مع ضرورة معرفة الحدود التي يقف الدعاة عندها في مجال استعمالهم للوسائل والأساليب الحديثة، وكذلك تسلحهم بعلوم العصر الحديث ليتمكنوا من محاجة المعاندين على كفرهم وغيهم، وأهمية دراسة مواضيع تمس واقع الإنسان المعاصر لكي تحصل الاستفادة منها، كما ينبغي على الدعاة بذل الجهد في سبيل إيصال الدعوة وترك التحجيم والانعزال، بل عليه الانخراط في واقع الناس ومزاولة الدعوة عبر وسائل وأساليب متجددة توصل المراد بأفضل وأسرع وقت.
وشددت الدراسة المعنونة بـ «العمل الدعوي عند حلول الكوارث» للباحثة الدكتورة خولة بنت يوسف المقبل على قيام الدعاة بالتعرّف على أصناف المدعوين قبل البدء بدعوتهم، وترك المجال للدعاة الأفراد للانطلاق بالعمل الدعوي، لأن العمل الفردي له نتائج إيجابية عدة، مع أهمية تدريب الأفراد والجماعات على العمل الإغاثي والدعوي قبل انطلاقهم في سلك الدعوة إلى الله، وتوسع الدعاة في نشر العلوم وتحليل الكوارث الطبيعية والتواصل مع المدعوين إلى قدرة الله على إهلاك الظالمين، والبدء في العقيدة عند الدعوة إلى الله، ومن ثم التدرج إلى المواضيع الشرعية والأخلاقية.
وأوصت الدراسة العلمية بتخصيص دراسة مستقلة عن الرابط بين التقدم الحضاري البعيد عن الدين وبين كثرة الكوارث في الوقت الحاضر، مثل أسباب ثقب الأوزون وآثاره على الأرض، وآثار الأسلحة الكيميائية على البيئة الطبيعية، وأثر البعد عن الله في هذا الموضوع، والبحث عن الأسباب غير الطبيعية في بعض الظواهر الطبيعية ومدى تأثير حرفة الإنسان في كثرة الكوارث، مشيرة الباحثة إلى دراستها التي تبيّن أنه كلما بعد الإنسان عن الله وعن الدين، أصبح أكثر تسيباً وبعداً عن التمسك بأسباب الحفاظ على الطبيعة والإنسان، مع أهمية تعليم الناشئة طرق الحوار الصحيح، وأنه يجب على الدعاة دراسة العلوم البشرية ليمكنهم من الاستفادة بها في حقل الدعوة. وأوصت الدراسة أهمية الربط بين التاريخ الماضي، وبين أحداث العصر الحاضر في الدراسات الإسلامية، مع توصية الدارسين في المجالات الفكرية والجغرافية بعدم التأثر بالجغرافيين والطبائعيين والماديين.
وأظهرت الدراسة عدد من النتائج المهمة ومنها أن العمل الدعوي لا يحده مكان ولا يرتبط برباط معين، بل كلما أتيحت الفرصة المواتية الدعوة إلى الله وجب على الدعاة استغلالها، كما أن الدعوة إلى الله لا تقتصر على إلقاء الخطب والمواعظ، بل تتعدى ذلك إلى العمل من أجل مساعدة الغير، وأن المملكة العربية السعودية كانت رائدة في تقديم المساعدات للدول المصابة في الكوارث، والمؤسسات التطوعية والحكومية تبذل الجهد الكبير من أجل مساعدة المنكوبين في الكوارث الطبيعية في الوقت الحاضر.