حكم الرقية الشرعية من التسجيل الصوتي
يجوز للإنسان أن يستمع الرقية الشرعية من الآيات والسنة والأدعية الشرعية بنية رقية نفسه، ولا يعتبر ذلك بدعة.
مع أن الأفضل والأتم أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه.
وتعتبر الرقية عن طريق التسجيل الصوتي مؤثرة ونافعة بإذن الله تعالى.
والقاعدة: الفرع له حكم الأصل.
واستماع القرآن يثاب الإنسان عليه ولو كان عن طريق الأثير أو التسجيل أو نحو ذلك.
ولكن الإشكال هل رقية الإنسان لنفسه عن طريق الرقية المسجلة لغيره، من طلب الرقية التي تحرم صاحبها من فضل عدم طلب الرقية من غير الواردة في حديث (سبعون ألف من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ولا عقاب، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فطلب الرقية من الغير من الأسباب المكروهة في طلب الشفاء، بخلاف من رقاك بلا طلب أو رقية نفسك بنفسك فلا تعتبر من الأسباب المكروهة، ولا تحرم هذا الفضل الوارد في هذا الحديث.
ولا شك من سجل رقيته واستمع إليها لا يكون سبباً في حرمان نفسه للفضل الوارد في الحديث، وكذا من سمع رقية غيره بلا طلب منه ولو كان عن طريق التسجيل.
وأما من طلب رقية غيره منه ليستمع لها رقية، فلها حكم الأصل كما لو طلب رقيته من غير تسجيل، فيكون سبباً لحرمانه الفضل الوارد في الحديث السابق.
ولكن بقي إذا استمع لرقية غيره بلا طلب من ذلك الغير، كأن تكون هناك رقى مسجلة في اليوتيوب أو تباع أشرطة رقية مسجلة فيأخذ ويستمع لها، ويرقي نفسه بها، فالظاهر أنه لم يطلب من الآدميين فعل الرقية به، بل هو رقى نفسه بنفسه عن طريق صوته أو صوت غيره، والله تعالى أعلم.
** **
د. محمد بن سعد الهليل العصيمي - كلية الشريعة - جامعة أم القرى - مكة المكرمة