د. خيرية السقاف
إن إنسان هذا الوطن مسؤول عن طموحات هذا المطرد من المنجزات والمبادرات المتدفقة, المذهلة والمبهجة..
مسؤول عن تمامها, وثمارها:
أرض خضراء تبدأ من داخل أسوار الكوخ, والحجرة, والدار..
عمار لا يتخطى لبَـنة, ولا عتبة, لا سطحا, ولا وتدا,
لا سقفًا ولا ركنًا, لا بابًا, ولا براحًا,
لا طريق, ولا مفازة..
لا واديًا, ولا تلة..
بل لا قلبًا, ولا فكرًا..
حيث هذا الإنسان تبدأ معارفه من محضن وعي, وفطنة مُدرك, وتقوى قلب,
في غراس تربية, وتعليم, وتثقيف, وصحة, وأخلاق,
وتدريب إحساس بالمسؤولية الفردية..
يفصل بين الغث والسمين, والقويم والمعوج, والصالح والطالح,
والمثمر والفاسد, والخطأ والصواب, والواجب والنافل,
والهوية والتقليد, والانتماء والانسلاخ,
إنسانٌ يدرك أن نجاحه لن يتم بلا هوية في مخبره نبضا, وفي مظهره حشمةً,
وأن فلاحه لن يتحقق دون معرفة, وعلم, ووعي..
وأن ثباته لن يدوم دون انتماء صادق مخلص في السر والعلن..
يعي أن ما يتحقق له من مبادرات لتنميته, وعطاءات لتمكينه,
وفرص ليتخطى حواجز الوهم بعجزه امرأة, أو رجلاً قي هذه الكوكبة المتدافعة
منهم, من الشباب ليكونوا نواة هذه المبادرات,
ومن الكبار ليكونوا في الأزر أشداء,
ولمختلف الفئات ليكونوا المشاركين في صنع النجاحات,
والحاصدين ثمار نتائج المكتسبات..
إنما يتم بالحفاظ على جملة أسس, وفق معايير وضوابط:
وقارهم, في وقت أخذهم بما يفيد,
ولسانهم العربي ليبقوا على إرثهم المكين,
وهويتهم الأصيلة وفق مزاياها العريقة,
وقيمها المتجذرة, وسماتها الراسخة, بلون فضائهم النقي, ورائحة ثراهم المعبَّقة..
إن هذه المنجزات الضخمة الفخمة التي تهيأ لهم مسارها,
ومُنِحوا بأريحية أن يتمتعوا بسعة اتجاهاتها,
ووهِبوا كلَّ سبيل ليبلغوا أهدافها إنما هي المكاسب الباقية الدائمة المعطاءة
ما وقَّروا قيمتها, وطواعيتها, وفرصَها التي بين أيديهم الآن..
بكل فئاتهم وألوانهم, ومستوياتهم المعرفية, والفكرية, والمالية..
ومن بعدهم الصغار الذين سيكبرون فينخرطون في مسارات الإنجاز,
حيث سيمتَّعون بمناخات سخية الندى فيصبحون المبدعين, المبتكرين, المفكرين الذين تستديم بهم هذه النقلة المميزة في تطوير, وتقدم, وتنجيح كل التطلعات الجميلة, والتوقعات المطمئنة لهذه المبادرات, ولكل هذه الإنجازات المتتالية المتسارعة, المدهشة والجميلة.
وفق الله الجميع ليتضافروا مع وثبة الخير, ومستقبلها, وهم إنسان هذه الأرض بكل زخمها, وقيمها, وأخلاقها, وأحلامها.