إدريس بن عبد الله الدريس
شهر مضى منذ انطلاق فعاليات موسم الرياض، أكبر حدث فني وترفيهي في المنطقة، تجاوز عدد زواره حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن إدارة هيئة الترفيه ما يزيد عن مليوني زائر خلال أول 20 يومًا من بدايته، المتابع الجيد لكواليس هذا الحدث ومحطات نجاحاته سوف يستخلص العديد من المعاني التي يجب علينا كمواطنين سعوديين الفخر بما وصلت إليه المملكة اليوم من نهضة ثقافية وعلمية، وأرض آمنة لملتقى الثقافات والحضارات.
إن موسم الرياض وهو ما زال وليدًا جعل من الرياض عاصمة منيرة على المستوى العالمي لجودة الحياة، وحمل بين طياته برسالة للأجيال القادمة تُطمئنهم بأن مستقبلهم يبنى بأياد شريفة واعية ووطنية.
ولعلي سأتوقف في مقالتي هذه عند دور البيئة الرقمية في المملكة التي أعتبرها أهم محطة ساعدت على انطلاق موسم الرياض وعودة الحياة لطبيعتها، فالبيئة الرقمية في بلادنا التي احتلت قبل عدة أشهر الصدارة على مجموعة العشرين هي المحطة الأولى التي ساهمت في جودة وتسهيل الحياة إبان الحظر، وساهمت في عودة الحياة إلى طبيعتها، وكانت من أهم الأسباب التي عجّلت بتخفيف الإجراءات الاحترازية وعودة الفعاليات والتجمعات مرة أخرى، التي منها انطلق قطار موسم الرياض، فالدور الذي لعبته هذه البيئة في محاصرة ومحاربة ومتابعة فيروس كورونا أصبح لا يخفى على أحد، بل إن البعض قد يجزم بأنها كانت بمثابة جندي الاستطلاع الذي يكشف للجيش تحركات الخصم مما يسهل اتخاذ القرار الصحيح، ناهيك عن الدور الذي لعبته البيئة الرقمية فترة الإغلاق والمتمثلة في تطبيقات التوصيل التي ساهمت في إنجاح الهدف من الحظر، واستطاعت بفضل البيئة الرقمية أن تخدم الجميع بشكل سريع ومريح.
فنحن كمواطنين سعوديين يجب علينا أن نرفع الشكر لحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وللجهات المعنية في المملكة على نجاحهم في إعادة الحياة لطبيعتها في الوقت الذي أعادت دول عظمى ومتقدمة إغلاق مدنها لتفشي الفيروس فيها في موجاته الجديدة.
وهنا أؤكد أن توجه الحكومة نحو تعزيز التحول الرقمي وتمكينه سيساهم في نجاح العديد من القطاعات والمشروعات، فالرقمنة أصبحت عنصرًا أساسيًا في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومن أهم مصادر الدخل حاليًا لدى العديد من الدول، وإحدى أهم المميزات التي تجلب الاستثمارات الأجنبية، وتفتح مجالًا جديدًا من فرص العمل، ولعل لنا تجارب ناجحة في هذا الأمر، في تجربة كبرى شركات توصيل الطعام على مستوى العالم «دليفري هيرو» التي ضخت استثمارات في المملكة جعلت منها شركة عملاقة في المنطقة، وحققت نجاحات لم يتوقعها أصحابها، حسب تصريحات مؤسسها «نيكلاس أوستبرغ» الذي قال قبل أيام إن استثماراته في المملكة نجحت بشكل لم يكن يتوقعه.
وما لفت انتباهي بين أروقة فعاليات موسم الرياض لهذا العام مشاهدة بوسترات وإعلانات الرعاة على سبيل المثال «هنقرستيشن» الشريك الحصري لشركة دليفري هيرو العالمية، ضمن الرعاة الأمر الذي أسعدني وجسد أمامي حلقة مكتملة من نجاح خطط وطموحات المملكة التي تسعى لتحقيقها، فنجاح قطاع كقطاع التوصيل في المملكة وجذبه الاستثمارات الخارجية وتمكنه وتملكه في البيئة الاقتصادية في فترة وجيزة حتى تمكن أحد ممثليه من رعاية أضخم مهرجان على مستوى المملكة، يؤكد أننا في الاتجاه الصحيح نحو وطن طموح، تبنيه عقول الأبناء وفق توجهات رؤية مملكتنا الرشيدة التي تبناها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.