تمرُ بي أوقات أشعرك تفرُ من يدي كالماء
نقياً صافياً ومهماً ولا أستطيع إمساكك..
لقد وجدتك وأنا جائع وانظر كيف يقع قلب جائع في حُب ذات..
أقتاتك كل يوم وأشبع جوع جوفي بك.
وأعلق الشمس على جبينك فلا تشرق إلا معك
ولا يفتت الليل إلا صوتك..
لقد تمزق صبري من طوع المنطق
وطبطبة الوجع.. وكثير من اللا بأس.
تشرد من ذارعي وأنا قد أحكمت قبضتك.
وطلع على وجهي وجهك الشارد ..!
طرقات كل ممراتها أنت.. وازدحام طويل
وضوضاء وليل بارد..!
شبابيك تنتظر أن تعكس صورنا سوياً..
ننظر إلى الشوارع بنور خافت..!
لقد قُسمت صورنا في كل شباك صامد ..!
غالباً يرضى الإنسان بشيء ليس من طوعه.
لكنه يُفرض عليه فرض التمرد المارد..
لهذا يتبادر إلى داخلي دائماً ماذا ستنفع
براكين قلبي سوى جحيم في جوف بارد.
فأنا ومن بين عشرات الأشياء التي في حياتي
أراك أنت جميعها وأولها وأنت الواحد.
من قال إن الأماكن تبدل داخلنا من هذا الجانب.
نحن فقط نهرب بأقدامنا إلى أماكن أكثر ذكرى وأكثر همًا وفكر «شـارد» !
نحن فقط نأخذ أعيننا لتجمعهم أكثر من أماكن أكثر.
فأنا أفرق العتمة بشموع وجودك وأشعلها حتى تُنير مدينتي..!
ما بال الأشجار تموت وأنت تمرها ذاهباً..
ويتشتت الغيم في سمائه غاضباً..
ما بال الأشياء تنضب..؟
فكل شيء من حولي أشعرُ أنه بلا مستقر صائب.!
«شارد» يتوه مني جميعي وأنت «غائب»
** **
- شروق سعد العبدان