أ.د.عثمان بن صالح العامر
زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل الثلاثاء الماضي، منزل وكيل رقيب فيصل بن حمود الغيثي الشمري أحد منسوبي الحرس الوطني في حائل، المشاركين في الحد الجنوبي بعد تلقيه العلاج في أحد مستشفيات منطقة الرياض، ونجاح العملية الجراحية التي أجريت له مؤخراً جراء إصابته وهو في صفوف الرجال الأشاوس الذين يذودون عن حياض الوطن بكل بسالة وفدائية وإقدام. ومن جملة قول سمو الأمير للمصاب في هذه الزيارة: (... أنتم مفخرة الوطن، الحمد لله هذا الوطن عزيز بأبنائه، بقيادته، بعقيدته، بترابه، بكل تكويناته التي أخرجت لنا أبطالاً نعتز بهم، ويسطرون هذه الملحمة العظيمة، فبيض الله وجهك، نفخر بك وبأخوانك على الحد الجنوبي وجميع أبناء هذا الوطن وقواتنا المسلحة على ما يقومون به من أدوار...)
ليس جديداً أن يزور سموه الكريم مصاباً فقد عهدنا ولاة أمرنا مشاركين لنا في أفراحنا كما هو الحال حين الترح وحلول المصاب، كما أنه ليس بمستغرب أن يكون هذا الحديث المتميز منه حفظه الله فقد عرفته سيد الكلمة وعنوان الحرف وإمام البلاغة والبيان، ولكن ما توقفت عنده كثيراً وأعدت ما لامس سمعي مرتين وثلاث، وأنا أقول ليته ما سكت، قوله رعاه الله وهو يواسي المصاب بعد فقده يده اليسرى: (... هذه قطعة منك سبقتك للجنة، وأسأل الله أن تحس في حياتك بهذه الدنيا ببردها وسعادتها. كثير من الناس يحسدونك على هذا الوسام،، شرف لي لما أجيء لمثل هذا الرجل الذي نفتخر فيه) يا الله، يا الله، يا الله، كلمات تقشعر منها الأبدان، تعطيك درساً في حسن الربط بين الدنيا والآخرة، ترسم لك ملامح الفرق بين من يجعل مقياس دنيا الناس المال والجاه والمنصب والشهرة والصيت وبين من يعد الآخرة هي الغاية والهم ويبشر بسبق يد جندي بطل - واقف مدافعا ومرابطاً في حدنا الجنوبي عن العقيدة والقيادة والعرض والأرض- إلى الجنة التي هي الغاية والمطمع لكل مسلم عرف حقيقة المحيا وما بعد الممات، وفي ذات الوقت يدعو الله الكريم المنان لهذا البطل المغوار أن يتمتع ببرد وسعادة هذه اليد - المنعمة في الجنة- في دنياه التي هو فيها ما زال على قيد الحياة. تذكرك هذه الكلمات في هذا الموقف التلقائي غير المتكلف وأنت المتعلم المثقف بكل ما درست في باب فضل الشهادة ومنزلة الشهيد عند الله، تعرفك بمتانة العقيدة، وعمق الإيمان، وصدق اليقين، وعظمة الثقة، بموعود الله وجزاءه للمرابطين المدافعين عن الدين والإنسان والأرض، لدى أمرائنا وولاة أمرنا أدامهم الله. دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.