د.عبدالعزيز الجار الله
يكاد موسم الأمطار ينتهي ويغادرنا الوسمي بلا مطر، ثم بعده تدخل المربعانية في نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء في شهر ديسمبر، هذا اليأس والقنوط تحوله السماء بإذن الله ورحمته إلى سحب مطرية وبردية تسقط المطر والبرد الثلجي على شمال المملكة (مناطق الحدود الشمالية والجوف) وشرقي هضبة نجد في شريط حفر الباطن أصبحت فيه الأرض بساطاً أبيض من حبات البرد، وتحركت مياه السيول والأودية والشعاب والروافد.
هذا لطف الله ورحمته في عباده وفي الصحاري والأقاليم الجافة، حيث تكون الأمطار شحيحة في وسط المملكة وشرقها، إذ اتصفت مناطقها بندرة الأمطار وامتناعها لسنوات لا تزورها السحب ومزن السماء حتى أصبحت مجدبة، وأرضها جرداء وأشجارها وقراها يابسة وعطشى.
لذا تكونت وسط وشمال وشرقي المملكة مظاهر جغرافية يظهر عليها التصحر والجفاف:
- هضبة نجد وتكاد تغطي وسط المملكة، وتعد أكبر مساحات هضاب المملكة تندر فيها الأمطار.
- تعدد الهضاب الوسطى والشمالية: هضبة نجد وهضبة الوديان وهضبة الحماد وهضبة الحجرة وهضبة الصمان.
- بحار الرمل حيث تغطي الرمال مساحات كبيرة من أراضي المملكة تبلغ 635 ألف كيلومتر مربع، نحو 35 % من مساحة المملكة، وأكبر التجمعات الرملية هي: الربع الخالي. وبالمناسبة رمال الربع الخالي تشكل ربع مساحة الجزيرة العربية، والنفود الكبير والدهناء والجافورة والبيضاء والثويرات والمظهور وعريق البلدان والسر والغميس وغيرها.
- السبخات الملحية والبحرية والزراعية ومن أشهر السبخات الملحية في المملكة هي: سبخة مطي والحمر وأم السمسم. إلى جانب سبخات البحار: البحر الأحمر والخليج العربي.
هذه المظاهر الجغرافية تجعلنا متشجعين للبدء في المرحلة الجديدة مرحلة السعودية الخضراء التي ستشهدها المملكة في الأيام القادمة بإذن الله من غطاء أخضر شجري في كل يابسة من أرضنا ملايين الأشجار التي تناسب مناخ وبيئة بلادنا لتحسين درجات الحرارة وتحسين حياتنا والتقليل من التصحر والجفاف والغبار المحلي.