عبد الرحمن بن محمد السدحان
(1) الوظيفة لم ولن تكون (كفن) الكاتب!
* في كتابه الأنيق (ما لمْ تقله الوظيفة)، طرح الصديق الخلوق معالي الأخ الأستاذ منصور الخريجي مقولةً بما معناه أن الوظيفة (قفص) يصادر من الكاتب حريته! وأقول تعليقًا على تلك المقُولة بإدراك وثقة من حق الصديق الخريجي أن يعتبر الوظيفة (قفصًا) لقريحته أو هودجًا، ولكن.. هل هذه حقيقة أمْ رأي؟
* * *
* وأقول إن ما قاله الأستاذ الخريجي هو أقرب إلى الظن من الرأي. وفي تقديري المتواضع إن (الوظيفة) لن تكون (قفصًا) لشاغلها، فتردعه عن معاقرة (مداد) الرأي بما لا يضير عقيدةً أو سيادةً أو كرامة إنسان!
* * *
* والكاتب الناضج فكرًا وضميرًا يمارس إبداعَه الفكري خارج (أسوار الوظيفة) بما لا يبطل حقًا أو يحقّ باطلاً، وما دام هذا الكاتب يملك التمييز بين (الزّبَدِ) الذي يَذهبُ جفاءً، وما ينفع الكاتب والناس معه.
(2) كلام مباح.. عن الحلم والأحلام
* من حق أي امرئ أن يحلمَ بما شاء وقت ما شاء، فليس في ذلك ضيرٌ عليه، والقول بغير ذلك أمرٌ لا يشْفعُ له عقل، ولا يقرّه ضمير، ولا يَسْعدُ به وجدان.
* * *
* وبمعنىً أكثر وضوحًا، كثيرة هي الأحلام التي تزور خاطري بين الآن والآخر، بعضها يتعلّق بذات صاحبها، والبعض الآخر يتجاوزني إلى الفضاءات من حولي! وتعثّر تحقيق هذه الأحلام.. لا يعني سقوطي في غياهب الفشل، وإلاّ فما قول قارئي الكريم إذا صرّحت بأنني أحلمُ بعالم أقلّ ماديةً، وأنْدى حبًا، وأنقى ضَميرًا!
* * *
* ولكن.. هل يأذن لي قارئي الكريم أن أتراجعَ قليلاً عن بعض ما سبق ذكره، فأقول هيهات لي ولمن شابهني من البشر أن نبلغ شفا هذا الحلم أو ذاك وأحسَب أنه خيرٌ لنا جميعًا أن نحلم بـ(مثاليّة) الممكن لا أن نلعنَ المستحيل! ثم نهوي بأنفسنا وأحلامنا إلى الدرك الأسفل من القنوط!