هناك نوعان غالباً للبشر في طريقة حياتهم أو تعاملهم مع أهدافهم وسيرهم في مشوار الحياة: هما إما محارب أو ضحية. فلنتعرف على هذه الأنماط وأترك الخيار لك لتعرف أنت أي منهما وما الذي يجب عليك فعلة لتصحح مسارك وتستمتع بتجربة الحياة.
المحارب عادةً يردد لا أحصل على ما أريد (إلا بطلعة الروح) والقتال باستماتة. ومن أهم معتقداته عن الحياة (قف على ناصية الحلم وقاتل). ويؤمن كثيراً بمقولة (إن الحياة عقيدة وجهاد). لذلك قد تتعرقل أمور حياته كثيراً, لأنه يستنزف طاقته في القتال لنيل ما يريد ويغيب تماماً مفهوم المتعة لديه ونجده قد يستشهد كثيراً بـ(تجري الرياح بما لا تشتهي السفن). أما الضحية فيعتقد أن الحياة ضده ويستمتع على أنها كذلك بشكل لا واع, فنجدة يردد كثيراً (متأكد ما بتمشي أموري). ويؤمن بجملة (قايل لكم ما عندي واسطة). ويعتقد أن الحظ دائماً ضده.
قد يكون الأغلب منا قد تصرف كمحارب أو ضحية على حسب المواقف بشكل غير مقصود. لكن الأهم أن تحاول فهم نمط تفكيرك وتسعى لتصحيحه وتغير معتقداتك عن نمط حياتك. ولتعرف أنت أي من هذه الأنماط راقب تصرفاتك ومشاعرك تجاه تحقيق أي عمل في حياتك.
هل أنت دائماً تحارب بقوة وتقاتل للحصول على مبتغاك أياً كان سواء تحقيق هدف أو حتى عمل بسيط. حاول أن تسترجع مشاعرك تجاه هدفك. ستجد الأغلب منها توتراً وقلقاً عالياً جداً. وقد تحصل على الذي تريد لكن الضريبة بلا شك صحتك سوف تتأثر بشكل كبير، وأيضاً لا تستمتع بالعمل الذي كان بين يديك وقد تحصل على هدفك لكن ليس كما تريد. مهلاً عزيزي المحارب تذكر أنك لست في غابة ولا السماء تمطر حجارة ولا الأرض تنثر بركاناً. لم يخلقنا الله لنشقى نحن خليفته في الأرض, خلقنا لنشعر ونتعلم ونستمتع ونكتشف من نحن وما هو الدور الذي نقوم به لنكون مسؤولين عن حياتنا ومؤثرين في حياة الآخرين فلكل روح منا مسار حياة وقصة محفوفة باليسر والتيسير والاتزان في عمل كل شيء.
أم أنت في الغالب تقوم بدور وتتصرف بدور الضحية بدون وعي منك أو قصد. مثل أن تردد كثيراً (أنا مسكين ما حد يساعدني, وأنا على قد نيتي والناس تظلمني). وفكر أيضاً وراقب مشاعرك تجاه هدفك والعمل الذي تقوم به. ستجد أنها مشاعر منخفضة مثلاً إحباط، خوف، اكتئاب ولوم. النتيجة دائماً حياتك تتمحور على هذا النحو ولن تنجز ولن تتقدم وطوال الوقت ستقول هذا بسبب الآخرين. الضريبة مرة أخرى صحتك ولا تستطيع إنجاز شيء دائماً لديك. مهلاً يا صديقي أنت من حكمت واعتقدت وعلى حسب ظنك أعطتك الحياة وأعطاك الله. ظن بالله الظن الحسن واعمل واسع واستمر أيضاً باتزان ستجد النتيجة المرجوة. كن مسؤولاً عن حياتك وتصرف بوعي أكثر.
وقد تكون الحلول سواء كنت محاربًا أو ضحية, أن تتصرف كعاقل وبالغ وواع ومراقب لتفكيرك وإنتاجك لأنه قد يكون الكثير منا عاقلاً وبالغاً ولكن غير واع. الوعي نقطة محورية جدًا ومن أسباب الحياة بمتعة وفائدة. واسأل نفسك هل أنت فعلاً تريد هذا الهدف أو هذا العمل الذي تود القيام به؟! وما هو الشيء الذي سوف تجنيه من جراء تحقيقك له؟ غير فكرة ومعتقد أنك لا تحصل على الذي تريد إلا بتعب وقتال ولتحذف من قاموس أفكارك أنك مسكين وضحية. واعمل بجد بخطط واقعية مستمرة. ستكون النتيجة مشاعر عالية بمتعة تجاه أهدافك وسيتزن تفكيرك وتحصل على ما تريد وأنت مستمتع لما تقوم به. وأيضاً ترتفع جودة عملك ويرتفع سقف طموحك وحتى إن واجهتك بعض العراقيل سوف تتصرف بوعي وتعرف كيف تتجاوزها. فلا تكن محارباً ولا ضحية بل كن مراقباً مستمتعاً بقاربك الذي تقود. واعرف متى تجدف ومتى تتوقف عن التجديف, بل إنك في بعض الأحيان تحتاج إلى أن تستسلم وتترك القارب يسير بهدوء ليأخذ مساره المناسب هذا هو قمة الوعي والمتعة والنضج الفكري.