تقرير - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
وأخيراً تحقق حلم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إيماناً منهم بوحدة الهدف والمصير المشترك.
واستكمالاً لما اختطه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس المؤسسين لهذا الكيان الشامخ رحمهم الله جميعاً، وبعد النجاحات التي حققتها قوات درع الجزيرة في مشاركتها الفاعلة، وتدخلاتها الحاسمة، ورغبة في دفع التعاون العسكري بين دول المجلس إلى مصاف أعلى، فقد صدرت عدة توجيهات كريمة من المجلس الأعلى بقيادة أصحاب الجلالة والسمو لأصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون لإقرار العديد من الدراسات والأنظمة والاستراتيجيات التي شملت العديد من مجالات العمل العسكري المشترك، ولقد كانت تلك القرارات قائمة على أسس منهجية ومرتكزات علمية محددة آخذة في الحسبان الإمكانات المتوافرة.
وتدرج الصعود بوتيرة راسخة وخطوات مدروسة من مرحلة التعاون العسكري إلى إبرام اتفاقية الدفاع المشترك لدول المجلس، وللتأكيد على عزمها عن الدفاع عن نفسها بصورة جماعية بتعزيز العمل العسكري فيما بينها ورفع قدراتها الذاتية الجماعية.
وجاءت بعد ذلك موافقة المجلس الأعلى على الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي حددت الرؤية الواضحة لتنسيق وتعزيز الإمكانات الدفاعية، وترسيخاً للعمل الجاد، والخطوات الطموحة، فقد قرر المجلس الأعلى في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة في دولة الكويت في شهر ديسمبر 2013م إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس طبقاً للدراسة التفصيلية التي رفعها مجلس الدفاع المشترك.
وتأتي أهمية وجود قيادة عسكرية موحدة لدول مجلس التعاون من كونها تعنى بتخطيط وإدارة العمليات العسكرية المشتركة، ومساندة وتعزيز القدرات الدفاعية لدول المجلس للدفاع عن أراضيها وأجوائها ومياهها، ولمواجهة التهديدات المحتملة على هذه الدول ومصالحها، ويعد مطلباً مهماً وحيوياً جاء في زمانه ومكانه المناسبين.
أربعة عقود من العمل المشترك
انطلاقاً من حقائق الجغرافيا والتاريخ، والمصير المشترك، ونتيجة للدروس المستفادة من تجارب الماضي على مدار أربعة عقود من الزمن، وبعد استعراض العديد من الدراسات والأنظمة والاستراتيجيات التي شملت العديد من مجالات العمل العسكري المشترك، التي قامت على أسس منهجية ومرتكزات علمية محددة، آخذة في الحسبان المتطلبات الدفاعية ومصادر التهديد وحجمها وتنوعها، وجميع التحديات الأخرى.
وجاء إعلان القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس في ديسمبر من عام 2013م ليشكل إنجازاً مهماً وخطوة أساسية على طريق بناء المنظومة الدفاعية المشتركة لمجلس التعاون وهي بذلك تتوج مسيرة أربعة عقود من لآلئ الإنجازات العسكرية ليكتمل عقد المنظومة بالقيادة الموحدة.
الأهداف الاستراتيجية للقيادة العسكرية الموحدة
قيام هذه القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس ترتكز على أهداف مهمة منها: رفع مستوى جاهزية القيادة العسكرية الموحدة، وتنسيق تبادل المعلومات ورفع جاهزية الاستخبارات، ورفع مستوى جاهزية العمليات والتدريب، ورفع مستوى جاهزية الإمداد والتموين، ورفع مستوى جاهزية القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسب الآلي.
مفخرة التعاون بين دول المجلس
وأثبتت الأيام والسنوات الماضية صدق الهدف، وشفافية التعامل، ومنذ انطلاقة قوات درع الجزيرة في عام 1982م، وحتى يومنا هذا والعمل الجماعي هو شعار جميع رجالات القوات المسلحة بدول المجلس عموماً، ومنسوبي القيادة العسكرية الموحدة على وجه الخصوص.
وهنا كما توحد الهدف والمصير المشترك يوجد كافة رجال القوات المسلحة من جميع دول المجلس الست في مبنى واحد، تحت قيادة واحدة بوظائف مختلفة كل حسب اختصاصه، يشكل كافة هيئات الركن فريق عملاً متكاملاً وموحداً، وهذا ما يجعلنا نفاخر به دوماً في هذه البوتقة الواحدة الموحدة.
المهمات والرؤية.. والرسالة
وقد حددت القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس ثلاث ركائز أساسية الأولى:
المهمة
تخطيط وإدارة العمليات العسكرية المشتركة، ومساندة وتعزيز القدرات الدفاعية لدول المجلس، للدفاع عن أراضيها وأجوائها ومياهها، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك.
الرؤية
قيادة عسكرية موحدة قادرة على التخطيط ودارة العمليات العسكرية المشتركة بكفاءة وجاهزية قتالية عالية وفق أفضل المعايير المعتمدة العالمية وذلك لمساندة وتعزيز القدرات القتالية لدول مجلس التعاون للدفاع عن أراضيها وأجوائها ومياهها ضد التهديدات المختلفة وفق إطار اتفاقية الدفاع المشترك.
الرسالة
تخطيط وإدارة العمليات العسكرية المشتركة، من خلال البناء الذاتي والعمل المشترك وصولا للتكامل الدفاعي المنشود، للدفاع عن أراضيها وأجوائها ومياهها، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك.
القيادة العسكرية الموحدة وتشكيلاتها
تضم هذه القوة قيادة قوات درع الجزيرة الذي تأسس عام 1982 ومقره حفر الباطن قادة الملك خالد العسكرية وهو قوة برية.
مركز العمليات الجوية والدفاع الجوي
وقد تأسس عام 2001 ومقره الرياض، قيادة القوات الجوية المملكة العربية السعودية منظومة دفاع جوي متكاملة.
مركز العمليات البحرية الموحد
وقد تم تأسيسه في عام 2016 ومقره المنامة وهو قوة بحرية متكاملة وترتبط هذه القوة العسكرية الموحدة وفروعها في السلم إداريا بدولة المقر وعملياتها باللجنة العسكرية العليا وأثناء العمليات والتمارين المشتركة ترتبط بالقيادة الوطنية العسكرية للدولة الواقع عليها التهديد والعدوان أو المقام فيها التمرين.
مرفق القيادة العسكرية
ويتكون مبنى القيادة الرئيس من ثلاثة أدوار ويضم الآتي:
ـ مركز العلميات المؤقت.
ـ مسجد يتسع لـ500 مصل.
ـ ميدان التدريب.
ـ صالات النشاط الرياضي وتحتوي على:
ـ صالتي تمارين بناء الأجسام
ـ صالة مغلقة لمختلف الألعاب (كرة الطائرة، كرة السلة، كرة اليد).
ـ مسبح مغطى.
ـ ملعب خارجي لكرة القدم.
ـ ورشة صيانة العربات.
ـ محطة للتزود بالوقود.
ـ محطة غسيل العربات.
ـ مواقف مجهزة بمظلات.
ـ عدد من المستودعات.
ـ محطة تحلية مياه.
ـ صالات ضيافة.
ـ مطبخ متكامل مجهز بأحداث المعدات.
ـ سكن ضباط.
ـ سكن افراد.
ـ صالة استقبال الزوار.
ـ مراكز خدمات متعددة (الحلاقة، والخياطة، ومغسلة ملابس).
ـ مستوصف يقدم الرعاية الطبية الأولية.
وقد جهز الموقع عند تصميم البنية التحتية بتصريف لمياه السيول وإعداد مجار لها.
كما جهز المبنى بغرفة متكاملة للسيرفرات، لدعم الشبكات الإلكترونية، والحاسبات الآلية وأنظمة الاتصالات.
وعلى صعيد متصل فقد أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن حماية وصون مسيرة مجلس التعاون وأمن دوله ومواطنيها تتطلب تضافر الجهود وتقوية جيوش مجلس التعاون، وعبر مجلس التعاون الخليجي ومن خلال الأمين العام للمجلس د. نايف الحجرف عند افتتاح أصحاب السمو والسعادة وزراء دفاع دول المجلس لمقر القيادة العسكرية الموحدة بأن هذه الوحدة في هذه القوة هي رسالة سلام ورسالة عزم لحماية مكتسبات دول المجلس من أي تهديدات محتملة لهذه الدول.
كما أكد نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان خلال رعايته افتتاح مقر هذه القوة بأن دفاعاتنا في دول المجلس أصبحت واحدة.