مكة المكرمة - خاص بـ«لجزيرة»:
أكدت رئيسة جمعية «يسر» للتنمية الأسرية بمكة المكرمة الاستاذة الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا، أن هناك الكثير من الظواهر التي تنخر في صلب العلاقات الأسرية، وأن الجمعية منظومة متكاملة تلبي حاجة الفرد والأسرة وتطلعاتهما بشتى الوسائل.
وحوار «الجزيرة» مع الدكتورة هيفاء فدا باعتبارها خبيرة متمرسة في العمل الاجتماعي والأسري؛ فبالإضافة إلى كونها رئيسة لمجلس إدارة «يُسر»، فهي عضوة مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، ومستشارة بها، ورئيسة للجنة إصلاح ذات البين التابعة لغرفة مكة، وعضوة لجنة شؤون الأسرة المنبثقة عن مجلس منطقة مكة المكرمة وغيرها من اللجان والعضويات المتعددة المتعلقة بالشأن الخيري.
وقالت الدكتورة هيفاء فدا، ان العمل الخيري هبة واجبة البذل لمستحق مستوجب الفضل، كما تناول الحوار عددا من الموضوعات المتعلقة بالشأن الاجتماعي والأسري، وفيما يلي نص الحوار:
* بداية ما أبرز ما تحقق في جمعية يسر للتنمية الأسرية للإصلاح الأسري وتفخرون به منذ توليكم رئاستها عام 1433هـ؟
* كان (مركز يسر النّسائيّ) الّذي تأسّس عام 1429هـ هو النّواة الّتي شكّلت هذا الصّرح المعنويّ والمادّيّ العظيم؛ وذلك أنّ المركز خطّط لأهداف، وسار على رؤى اكتسبت نجاحات هائلة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع من عطاء لكلّ فرد وفئة مجتمعيّة عطاء توزّع بين المشورة والإصلاح والمشاركة مع الدّاعمين لأعمال البرّ، حتّى تحوّل لـ (جمعيّة يُسر للتّنمية الأسريّة) عام 1442هـ؛ ليكوّن منظومة متكاملة تلبّي حاجة الفرد والأسرة وتطلّعاتهما بشتّى الوسائل.
* كيف تنظرين لمفهوم العمل الخيريّ الاجتماعيّ، وما المجالات التي يمكن أن تقوم بها المرأة وتتوافق مع طبيعتها؟
* العمل الخيريّ إنماء لبذور الخير داخلنا، كما أنّه زكاة لمقدرتنا وقوانا، وشكرًا لله على جميل نعمائه، وسعيًا لحمده وثنائه، والعمل الخير الاجتماعيّ هبة واجبة البذل لمستحقّ مستوجب الفضل، وكلّ عمل خيريّ اجتماعيّ هو عمل مناسب للمرأة ما اتّصف بصفتين: أن يحافظ على كينونتها المتفرّدة، وأن يستنطق أمومتها الرّؤوم وبذلها غير المتناهي.
* الحوار الهادف بين أفراد الأسرة وسيلة بناء وعلاج، كما أن الجمود بينهما يزيد المشكلات ويعقدها، ترى كيف يتم ترسيخ هذا المنهج وتوفير آداب الحوار في الأسرة؟
* الحوار أدب لفظيّ يتّسم بالتّكرار لتبادل الأدوار بين ناطق ومستمع، ومستمع وناطق، وهكذا دواليك محافظًا على الآداب الخُلقيّة لهذه العمليّة التّواصليّة.
لذا أرى أنّ هذه التّاءات الثّلاث «التّدريب والتّعليم والتّأديب»، كفيلة بترسيخ منهج الحوار بآدابه الكاملة؛ ليكون عامل اتّصال ناجع بالحلول ومثمرًا كلّ الفصول.
* من المعروف أن الخلافات الأسرية سبب الأمراض المزمنة، في حين يقول البعض إن الخلافات أمر طبيعي وهي ملح الحياة الزوجية، كيف ترون ذلك؟
* تحضرني هذه الصّورة التّأمّليّة: المدّ وصخور الشّاطئ، بقدر ما يروي المدّ الصّخور بقدر ما يبريها، والعكس، وكذا الخلافات فهي كالبعد يصاحبه الشّوق؛ إذ لا شوق مع الاقتراب، وكما يقال: «ابتعد كي أراك أوضح».
* في ظل المتغيرات الحديثة والمتسارعة في المجتمع كيف نحافظ على الاستقرار الأسري عمومًا، والعاطفي على وجه الخصوص في بيت الزوجية؟
* الإنسان هو ذاته في كلّ مكان وزمان سواء ذكرًا كان أم أنثى. إنّ قدرة الإنسان على التّكيّف هي الوشيجة بينه وبين الحياة بمكوّناتها؛ ومنها الإنسان الآخر: زوج أو ابن أو قريب.
«تكيّفوا تأتلفوا» وصفتي الّتي أؤمن بها.
* ما الآلية التي ترونها لتطهير المجتمع من الداخل ومدعي تقديم الاستشارات الأسرية، وبالذات ممن أسهموا في زيادة حالات التفكك الأسري، والتخبيب بين الزوجين، وما مسؤولية الجمعيات الأسرية في ذلك؟
* إنّها مسؤوليّة رأس الهرم الأعزّ والأحكم والأعدل، ومن ثمّ تأتي مسؤوليّات ما دونه، وما أظنّ الدّولة - رعاها الله - إلا تطول ما يعجزنا مناله، وترفأ ما يؤودنا تمامه.
* هل ترون أن الحاجة ملحة لتعديل بعض الأنظمة في الجمعيات الخيرية من خلال خبراتكم العملية فيها؟
* التّغيير مؤشّر التّأثير للحياة وللإنسان، ولاشكّ أنّ الحاجة للتًغيير بقصد التّطوير ولاسيما أنَ حركة الحياة باتت خاطفة تلتهم السنوات بفضل الخبرات العميقة والتّطوّرات المثيرة في المعارف والعلوم والإنسان أيضاً.
* الوقف رافد قوي للاقتصاد الوطني، وعنصر فاعل في دعم مسيرة المؤسسات والجمعيات الخيرية، ترى ما السبيل الأمثل لتعزيز وتنمية الأوقاف في القطاعات غير الربحية؟
* الأمر والامتثال، الأمر من السّلطات والامتثال بالطّاعات من فاعلي الخير وطالبي الثّواب.
* في تصوركم ما أبرز الظواهر المجتمعية التي تنخر في الكيانات الأسرية، وما الحلول التي ترونها لمعالجة تلك الظواهر؟
* كثيرة هي الظّواهر الّتي تنخر في صلب العلاقات الأسريّة، وسواء أكانت عرَضًا أم مرضًا؛ فثمّة استراتيجيتان: الوقاية والعلاج بكلّ طرق ممكنة للعرَض أولًا وللمرض لاحقًا.
* هل تعتقدون أن كثرة الجمعيات الخيرية في المجتمع ظاهرة صحية؟
* بالقطع صحّيّة، وأتمنّى زيادتها وتضافرها فيما بينها البين.
* هل ترون أنه لابد من وضع خطة لتطوير مشاريع الأسر المنتجة من حيث استقطاب الخبرات وتدريب الفئات المستفيدة؟
* نعم فالخبرة والتّدريب رافدان من روافد رفع الإنتاجيّة واستثمار القوى البشريّة والمادّيّة.