حمد بن عبدالله القاضي
* لا أدري لماذا أطلق النقاد على بعض شعراء الجاهلية مسمى الشعراء الصعاليك..!
وإنك عندما تقرأ شعرهم كالشنفرى تجد في شعره -وبالأخص لاميته- شعراً يفيض بمكارم الأخلاق وعفة النفس، وشيمة الإباء.
بل إن هذا الشاعر اعتزل الناس لما رأى منهم وفيهم من هو سيء الأخلاق وحِدّة الطمع.
لقد صادق حيوانات الصحراء واتخذها أخلاء له من (سيد العمّلس) إلى (عرفاء جيئل).
ولنقرأ بعض أبيات قصيدته (اللامية) التي هي ذروة في المكارم التي حثت عليها:
أقيموا بني أمي صدور مطيّكم
فإني إلى قوم سواكم لأميل
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القِلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
وإن مُدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل
وما ذاك إلا بسطة عن تفضّل
عليهم وكان الأفضل المتفضّل
وأغدو خميص البطن لا يستفزني
إلى الزاد حرص أو فؤاد موكّل
أُديم مطال الجوع حتى أميته
وأضرب عنه الذكر صفحاً فأُذهل
وأستفّ ترب الأرض كيلا يَرى له
عليّ من الطّول امرؤ متطوّل
أرأيتم أبهى من هذه السجايا؟!
لطالما سمعت الصديق الأديب أ.عبدالله الناصر عضو مجلس الشورى الملحق الثقافي السعودي السابق ببريطانيا وهو يردد هذه الأبيات الصحراوية وكنت كلما سمعتها منه أكبرت الشاعر (الشنفرى) الذي رأى أن في الأرض منأى للكريم عن الأذى وأن فيها لمن خاف القِلى معتزل!
ولكن من يملك إرادة الشنفرى وتضحيته من أجل عشق المكارم حيث استطاع أن يبتعد عن الناس وأن يستبدل بهم أصدقاء من الصحراء.
وقد يكون معذوراً.
فقد يكون وجد في نعيم هذا التواصل ما أراحه من تطاحن البشر على حطام الدنيا وزخرفها.
=2=
* جامع البابطين بالرياض وصلاة الجنائز وملاحظتان مهمتان.
* جامع الجوهرة البابطين رحمها الله على طريق القصيم بالرياض خدم سكان شمال الرياض بتيسير الصلاة على: الجنائز لسهولة الوصول إليه وكِبر مساحته.
بقي ملاحظتان واحدة تتعلق بالمسؤولين عن الجامع والثانية موجهة لوزارة النقل.
* الأولى: عدم وجود مواقف ما عدا عدد محدود على جوانبه أو خلفه وهو أصبح جامعاً رئيساً ما دامت الجنائز يتم الصلاة عليها فيه.
المصلون يقفون بعيداً جداً، حيث لا يجدون مواقف وإن وجدت ففي أماكن بعيدة عن الجامع الذي كلف الكثير، فلعل يتم استكماله بإيجاد مواقف فيه.
* الثانية: صعوبة العودة للرياض للمصلين فيه فلا يوجد مخرج للطريق السريع مما يجعلهم يقطعون مسافة طويلة حتى يصلون إلى تقاطع الملك سلمان مع الملك عبدالعزيز ليعودوا لطريق الملك فهد. وهذه الملاحظة أوجهها لوزارة النقل ونثق في اهتمامهم.