سلمان العطاوي

يظن بعضهم أن علم التسويق علم ممل ومحبط أحيانا على حد اعتقادهم بأن نتائجه بطيئة وتكاليفه عالية، وأعتقد أن السبب في ذلك أن خبراء التسويق يرون الأشياء من زاوية مختلفة تماما ووجهة نظرهم هي وجهة نظر المختص الاحترافي ميزة خبراء التسويق أن لديهم تفكيرا خاصا ووجهة نظر ذات منهجية مختلفة حيال إعداد الاستراتيجيات والخطط ودراسات الأبعاد وشمولية العمليات التسويقية إذ إنهم يستخدمون التفكير المنطقي العقلاني الاستدلالي، و يوظفون أرقى أنماط الوسائل التقنية الحديثة ويقومون بذلك لأنهم يسعون للحصول على أعلى النتائج ومقارنتها بالمنافع التي سيحصل عليها الفرد قبل الجماعة وتلك ميزة الدراسات التسويقية الاستباقية والتي تترجم إلى خطط تشغيلية قابلة للتحيين في كل آن فينصب تفكيرهم على الفعالية والحصول على أقصى منفعة ممكنة بموارد متاحة مضبوطة.

خبراء التسويق ينطلقون من عدة اعتبارات أولها المنفعة المتاحة من الموارد الممكنة وجعل الأدوات التسويقية متسقة معها وتسير في مركبها، وثانيها تنافسية الأسواق والعمل على خلق الميزة التنافسية وثالثها دراسة جميع جوانب مشاكل الأعمال وتحليلها بتجرد ووفق قيم موضوعية.

لهذا وغيره فإن التسويق يلعب دورا محوريا وبارزا في مجال المعارض والمؤتمرات حيث يشكل ما نسبته 25 % وقد يصل الى 30% كعلامة بارزة في في فعالية المعرض أو المؤتمر. ومن هذا المنطلق أصبحت المعارض والمؤتمرات جزءا من البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتطورت مع تطور البشرية واحتياجاتهم المتنوعة مما حتم على الشركات والمؤسسات أن تأخذ في الاعتبار أنواع العملاء الذين تستهدفهم بعدة اعتبارات أولها التطوير والتنويع فيما يطرح من محتوى خلال المعارض وثانيها أدوات تسويقية قابلة للتطبيق، ومرنة وثالثها إعداد وعمل بحث كمي بين المستفيدين من خلال المعارض والنتائج التي يحصل عليها قد يقترح من خلالها بعض الأدوات التسويقية والترفيهية القابلة للقياس والتطبيق.

تسويق المعارض والمؤتمرات هي استراتيجية ترويجية تتضمن الاتصال بالعملاء المستهدفين وجها لوجه وبين العلامات التجارية وكل شركة ومؤسسة لها جماهيرها المختلفة ومحتواها المختلف وثقافتها المختلفة. لذلك فإنه يستحق أن يتم تسويقها بطريقة فريدة ونوعية لتحقيق النجاح والديمومة.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تسويق المعارض يلعب دورا محوريا ومهما؟

الإجابة هي أن نسبا مرتفعة من المسوقين قد تصل الى 90% يؤمنون بأن المعارض والموتمرات توفر فرصة ثمينة للاتصالات الشخصية وتبادل الخبرات وتنمية العلاقات العامة في ظل التطور التكنولوجي والتقني.كما أن نسبة 30% يعتقدون ان المعارض والمؤتمرات قناة تسويقية فعالة وما يقارب من 80 % من المديرين التنفيذيين يؤمنون بقوة تأثير المعارض والموتمرات ويخططون للاستثمار فيها بشكل أكبر في المستقبل. بينما هناك ما يقارب من 85% من الجمهور آراؤهم أكثر إيجابية حول الشركة أو العلامة التجارية أو المنتج أو الخدمة التي يتم الترويج لها بعد المعارض والمؤتمرات.

ففي هذا العصر لابد من العمل على تسويق المعارض والمؤتمرات من ثلاثة اعتبارات حري أخذها بعين الاعتبار أولها تسويق المدينة التي يقام فيها المعرض والشراكات مع أمانات المناطق وهيئة الطيران ووزارة السياحة وكل جهة ذات الصلة بتسويق وترويج المدينة المستضيفة، ثانيها الجانب الاستثماري ودعم الناتج المحلي من خلال تفعيل تسويق المعرض دوليا وإقليميا وثالثها التبادل التجاري واستغلال الفرص التجارية كمحرك اقتصادي ذي أهمية.