بدأت العلاقات السعودية بجارتها الإمارات العربية المتحدة منذ إعلان توحيدها «الإمارات» في عام 1971م والمكونة من سبع إمارات، وتقوم تلك العلاقة على أساس الجوار ووحدة العرق والدين والنسب العربي الواحد، ومما لا شك فيه أن ذلك عزز من عمق تلك العلاقة وجعلها في تطور مستمر ليكون نموذجا فريدا في العلاقات الدولية «العربية أو العالمية»، وكان لترسيم الحدود بين البلدين الجارين الذي وقعه الملك فيصل والشيخ زايد «رحمهما الله» في عام 1974م بداية انطلاقة جديدة في توثيق العلاقات وتوطيدها لتتجه نحو آمال مستقبلية مشرقة للشعبين الشقيقين، ومن بعدها كان فتح الحدود بين البلدين حتى يكتمل العقد بعلاقات أكثر قربا وترابطا، ومن ثم توالت الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين والتي عززت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، ووحدت الرؤى حول مستقبل العلاقات التجارية وتنميتها من أجل استقرار وراحة الشعبين والرقي بمستوى الفرد المعيشي والصحي والتعليمي على حد سواء، واستمر القادة لتحقيق علاقات ذات طابع مميز خاص تجعل من الدولتين ذات أهداف موحدة ومصير مشترك، واجتمعت الدولتان الجارتان في عدد من المجالس والتحالفات، ومن أهمها واولها مجلس التعاون الخليجي الذي كانت الدولتان الشقيقتان عضوين مؤسسين فيه عند انطلاقه في عام 1981م والمشاركة في درع الخليج والتحالف المشترك في حرب تحرير الكويت «عاصفة الصحراء» في عام 1991م والتحالف الأخير في حرب الحوثيين في اليمن، وتجتمع الدولتان الجارتان في العديد من المنظمات العربية والدولية، ومن أهمها جامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الاسلامي، وهما عضوان في الأمم المتحدة، وقد عمل البلدان الشقيقان على الرفع من مستوى التعاون الأمني والعسكري لمجابهة التحديات التي واجهت وتواجه المنطقة، وكانت بذلك أكثر أمنا واستقرارا لما أوجده قادة البلدين من فكر مستقر كان من أهم النقاط المشركة التي أسست للنجاح في شتى المجالات التي أدت إلى استقرار وأمن البلدين.
ومما أكد ذلك تعزيز تلك العلاقات الأخوية في هذا العهد الزاهر بحكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - حفظه الله - وما كان لتلك الحكمة من الرقي بمستوى العلاقات لتكون إستراتيجية وغير مسبوقة في شتى المجالات، سواء كانت الاقتصادية أو الامنية أو العسكرية، وقد بنت تلك العلاقات أسساً متينة تنطلق منها الدولتان تجاه مستقبل زاهر وباهر ينافس دولاً متقدمة ويضاهي دولاً أخرى تسبقها بعشرات السنين في التطور الصناعي والاقتصادي، ناهيك عما أحدثته تلك الحكمة من علاقات وروابط وشيجة بين الشعبين وترسيخ التعاون الثقافي والاجتماعي ليصل إلى أبعد مداه منذ تأسيس البلدين، وتأتي هذه الزيارة المباركة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لهذه الدولة الجارة والشقيقة «الإمارات العربية المتحدة» لنتذكر بعضاً من تلك الانجازات المشتركة التي عاشها البلدان منذ زمن التأسيس المبارك للدولتين الجارتين وآفاق المستقبل لهما.
** **
- ريم الشهري