علي الصحن
دوري أبطال آسيا الذي حققه الهلال للمرة الرابعة (رقم قياسي) أخرج البعض عن طوره، وجعله يخرج بعبارات ومبررات غريبة، ويقدم أطروحات ساذجة للتقليل من المنجز الهلالي الكبير، ولست هنا لكي أرد على من قدم هذا الطرح، ولا في محاولة لإقناعه بخطأ ما ذهب إليه، فذاك أمر لا يهم، ولكن أتحدث عن المنصات الإعلامية التي يقدم فيها أولئك أطروحاتهم، وأتساءل: هل تفقد هذه المنصات المهنية الإعلامية لكي تقف أمام مثل هذا الطرح، أم أنها سعيدة به بحجة الإثارة وزيادة أرقام المتابعة، وتقديم الرأي والرأي الآخر، والرأي هنا يجب أن يكون معقولاً منطقياً قابلاً للنقاش، لأن هناك آراء نقيضة ذلك، وليس من المنطق في أي شيء أن تُناقش من يُريد أن تقنعه بظهور الشمس في رابعة النهار!!
لماذا جعلهم الإنجاز الهلالي يتحدثون بهذه الطريقة؟
لأنهم توقعوا أن فريقاً آخر بإمكانه أن يحقق اللقب الذي يطال انتظاره، ولأنهم ظنوا أن الهلال سيجد صعوبة في تحقيق اللقب في ظل الدعم والتعاقدات في فرق أخرى، ولأنهم كانوا يمنون النفس في شيء فحدث خلافه تماماً، ولأنهم بكروا في الاحتفال، ولأنهم لم يحتملوا الطريقة التي فاز بها البطل ولا الطريق التي سلكها للوصول إلى هدفه، ولا الأحداث التي صاحبت هذا الإنجاز الكبير، ولأنهم توقعوا أيضاً أن مجرد التعاقد مع لاعبين ومدرب جديد سيكون كافياً للوصول إلى الذهب، ولأن البطل انفرد عن البقية برقم قياسي في تحقيق بطولة الأندية أبطال الدوري، وفي مجمل البطولات الآسيوية، ولأن البطل وسع الفوارق، وأن غيره يحتاج لسنوات طوال حتى يصل ما يصل إليه!!
ظهورهم بهذا الشكل جاء وسط إجماع عالمي يقوده فيفا بأحقية الهلال وجدارته وأرقامه، وكون الإنجاز التاريخي لم يترك شيئاً يمكن أن يُنال به منه، بل جاء ليقرر شيئاً واحداً فقط: إن الزعامة للهلال وإن منافسة أرقامه من المحال!!
* * *
* يفترض في بعض المنصات الإعلامية أن تحترم المشاهد، وأن تدرك أن إحضار ضيوف يتحدث كل منهم عن ناد معين، أمر غير مقبول، فالمشاهد ينتظر من البرامج الرياضية أن تضيف له وأن تقدم ضيوفاً متخصصين في المواضيع محل النقاش، وليس مجموعة حصريين يتحدثون عن كل شيء ويفتون في كل موضوع.
* الإعلامي الذي يحترم نفسه ومتابعيه، لا يمكن أن يحضر للبرنامج إلا وقد عرف الموضوع محل النقاش واستعد له وحضر المعلومات التي يحتاجها، وليس على طريقة (وش موضوعنا اليوم)؟
* منذ انطلاق تصنيف الاتحاد الآسيوي لمسابقات الأندية في عام 2014، حصلت السعودية هذا العام على المركز الأول في التصنيف، ولا شك أن مشاركات الأندية السعودية الجيدة وحصول الهلال على اللقب الكبير قد ساهم في هذا الإنجاز الذي يضاف للإنجازات الآسيوية للرياضة السعودية.