ونحن نتذكر تاريخ رحيل رجل التعليم معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ابن (المجمعة - الفيحاء) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فلا زلنا نتجرع مُر غيابه نحن أصدقاءه ومحبيه وأبناء ديرته.. أقول- رحم الله- فقيد العلم والتعليم أبا أحمد..
لقد تسنم كرسي التكليف فتحمل على كاهله أعباء مسؤولياته الوظيفية الوطنية ومهامها بكفاءة واقتدار، فكان من أشجع شجعان وزراء عهده في خوض غمارها،
لقد كان مقداماً في خدمة الحزمة التعليمية التي أناطه به تنفيذها ولاة الأمر وقتذاك.. كان- رحمه الله- لا يخاف في الله لومة لائم، ليس في ترتيب معطياتها وتصويب مساراتها فحسب بل كان حصيفاً عالماً بحزمةً الرسالة التعليمية والتربوية ككل، متقناً لها.. فدفعه ضميره وإخلاصه لوطنه لاقتحام معركة التغيير للارتقاء بالتعليم وتوجيه بوصلته لتشمل تنظيم مسيرة القطاع النسوي تعليمياً لتتماشى مع مدخلات العصر فتستوعب فتيات الوطن تعليماً وتربية وثقافة جنباً إلى جنب مع الرجل بما يطور المسيرة التعليمية ونماءها ويتوافق مع الشريعة السمحة.. فكان قدره أن عانى حينذاك الأمرين من معارضة بعض ونقدهم بل وشاية بعضهم.. فتجرع المُر في مسيرته صامداً كالطود، واثقاً من سلامة خطواته وأنها يجب أن تكون في الاتجاه الصحيح عاجلاً أم آجلاً.. رحمك الله أبا أحمد وأسكنك فسيح جناته فلقد كُنا على فراقك مكلومون.. ولكن بخ بخ لك، فيكفيك عزاءً بعد رحيلك أنك وضعت العربة فوق الحصان بمباركة من أولياء الأمر- حفظهم الله- وتركت لخَلَفك الرجال المخلصين لاستكمال المسيرة التعليمية المباركة بما يرضي الله ثم القيادة ويخدم الوطن والمواطنين.
** **
- أحمد بن حمد اليحيى