قبل 15 عاماً مضت انطلق قطار مسرح أمانة منطقة الرياض في عيد الفطر بمسرحية واحدة (مسرحية الضربة القاضية) تأليف وإخراج صالح الزير -رحمه الله- تمثيل فايز المالكي وحبيب الحبيب وعبدالعزيز الفريحي، كبادرة من أمين أمانة منطقه الرياض آنذاك الأمير عبدالعزيز العياف، ثم تزايدت المسرحيات المعروضة من مسرح الأمانه وبالتالي ازداد أعداد الجمهور كل عام خلال أعياد الفطر، حتى وصل عدد المسرحيات في أحد السنوات الأخير إلى 12 مسرحية للكبار وللصغار ومسرحيات نسائية، وعندما وجد المسئولون بالأمانة الصدى الواسع الذي يحدثه المسرح في المجتمع كفن جاذب ودعائي .. تم إقرار مسرح الموسم إضافة إلى مسرح العيد بمعدل لكل شهر مسرحية، تبدأ العروض من محرم وتنتهي في شعبان لمدة موسمين، وكانت محصلة هذا العقد الزمني المسرحي لأمانة منطقة الرياض، ظهور المسرح الاجتماعي الترفيهي، ومنه ظهر جيل جديد من الكتاب والمخرجين والممثلين للمسرح السعودي، فضلاً عن ذلك تكاثف الجمهور مع تقادم المواسم المسرحية. قبل كورونا بسنوات قليلة وبقدرة قادر توقف هذا المسرح تدريجياً، ولم تعرف الأسباب حتى هذه اللحظة!! فحزن المسرحيون كثيراً، لكن سرعان ما فرحوا بنشأة المسرح الوطني من قبل وزارة الثقافة، وفرحوا أكثر لولادة هيئة المسرح والفنون الأدائية، لعل ذلك يعيد المسرح الاجتماعي الجماهيري إلى الواجهة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، بل البعض من أهل المسرح كان متشائماً عندما قال: لن نرى شياً وكل ما تم إعلانه من إستراتيجيات للمسرح مجرد حبر على ورق، فعاد الحزن مجدداً يخيم على المسرحيين وطال بهم الحزن وكاد يتحول إلى اكتئاب، لكن هيئة الترفيه رفعت عن المسرح والمسرحيين الحزن وأعلنت أن موسم الرياض لهذا العام سيكون للمسرح حضور قوي من خلال مسرحيات محلية وأخرى خليجية وكذلك عربية، وكم كنت سعيداً ككاتب مسرحي أن تقدم لي هيئة الترفيه وعلى مسرح بكر الشدي بـ(البوليفارد) ضمن موسم الرياض مسرحية بعنوان (طار بالعجة) إخراج عامر الحمود وبطولة راشد الشمراني ويوسف الجراح وعبدالله عسيري ومجموعة من الممثلين والممثلات الواعدين، فأهلاً بمسرح الترفيه وشكراً لمن فكر وقدر لإعادة المسرح الاجتماعي الجماهيري للواجهة بعد توقف، وأقول شكراً لمسرح أمانة منطقة الرياض على ما قدمتموه طوال الـ 15 سنة الماضية، والأمل في هيئة المسرح والفنون الأدائية أن تفعل شيئاً لجمهور المسرح الاجتماعي الجماهيرعاجلاً وليس آجلاً.
** **
- مشعل الرشيد